انطلقت منذ قليل فعاليات الدورة الرابعة من منتدى شباب العالم، فى مظهر جديد وحلية تكنولوجية جديدة، حيث ظهر عدد من المشاهير والشخصيات العالمية، وذلك بتقنية الهولوجرام، ومن ضمن تلك الشخصيات التى ظهرت خلال افتتاح المنتدى، حيث استعراض كلمات لأبرز شخصيات التاريخ مثل العالم مولانا جلال الدين الرومى.
والهولوجرام، عبارة عن عرض مرئى يقوم بإعادة إنشاء الصورة عرضها بصوره ثلاثية الأبعاد، وذلك بطريقة عالية الجودة، لتطفو الصورة فى الهواء كمجسم هلامى ثلاثـى الأبعاد و يظهر كطيف مـن الألوان يتجسد على الشكل المراد عرضه.
ولد جلال الدين الرومى فى بلخ فى أفغانستان وانتقل مع أبيه إلى بغداد، فى الرابعة من عمره، ثم استقر فى قونية سنة 623 هـ فى عهد دولة السلاجقة الأتراك، اسمه الحقيقى محمد بن محمد بن حسين بهاء الدين البلخى، كما عرف أيضًا باسم مولانا جلال الدين الرومى.
عرف جلال الدين بالبراعة فى الفقه وغيره من العلوم الإسلامية، فتولى التدريس بقونية فى أربع مدارس، بعد وفاة أبيه سنة 628 هـ، ثم ترك التدريس والتصنيف والدنيا وتصوف سنة 642 هـ، فشغل بالرياضة وسماع الموسيقى ونظم الأشعار وإنشادها.
عادة تصنف أعمال الرومى إلى عدة تصانيف وهى: "الرباعيات، ديوان الغزل، مجلدات المثنوى الستة، المجالس السبعة ورسائل المنبر"، أما شعره مثنويه المعانى: وهى قصائد باللغة الفارسية، والذى يسميه بعض المتصوفة بالكتاب المقدس الفارسى، ويعتبره كثيرون من أهم الكتب الصوفية الشعرية، ويذكر حسين على محفوظ أن الرومى "نظمه بالعربية" أيضا وأنه يمتلك مخطوطة النسخة العربية النفيسة.
أما الديوان الكبير أو ديوان شمس التبريزى، والذى كتبه فى ذكرى موت صاحبه العزيز وملهمه فى طريق التصوف والشعر، فكتب فيه أكثر من أربعين بيت شعر وخمسين قصيدة نثرية، والرباعيات: وهى منظومة أحصاها العالم الإيرانى المعاصر بديع الزمان فوزانفر، كما وردت فى طبعة إستانبول، فوجد أنها تبلغ 1659 رباعية، أى 3318 بيتاً.
أثرت أشعار جلال الدين الرومى على ثقافات العالم المختلفة، حيث تركت أشعار الصوفى الكبير ومؤلفاته الصوفية والتى كتبت أغلبها باللغة الفارسية وبعضها بالعربية تأثيرًا واسعًا فى العالم الإسلامى، خاصة على الثقافة الفارسية والعربية والأردية والبنغالية والتركية، تمت ترجمة أعماله فى العصر الحديث ترجمت بعض أعماله إلى كثير من لغات العالم، والتى لقيت صدى واسعًا جدًا.
ورحل عن عالمنا فى 17 ديسمبر من عام 1273م، دفن فى مدينة قونية وأصبح مدفنه مزارًا إلى يومنا، وبعد مماته قام أتباعه وابنه سلطان ولد بتأسيس الطريقة المولوية الصوفية والتى اشتهرت بدراويشها ورقصتهم الروحية الدائرية التى عرفت بالسماح والرقصة المميزة.