أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج علي ، كتاب"رسائل صينية" لويس ديكنسن ، ترجمة سهير القلماوي، وهذه الرسائل من هذا النوع من الأدب قد سار الزمن بصاحبها حتى عصرنا هذا ، ومؤلف هذه الرسائل التي أخرجت على لسان رجل صيني هو كاتب إنجليزي معاصر (لويس دكنسن) وكتابه هذا يختلف عن كتابيه الأخريين فالكتاب لا يتعرض إلى نظم السياسة وفكرة الحكم بقدر ما يتعرض إلى المدنية الشرقية أو الصينية بالذات كوحدة كاملة تشمل نظام المجتمع والأسرة والفرد.
وهو هنا يقارن في صراحة بين ما عرف الصين من معنى الحياة فأسعدهم وماعرف الغرب من معناها فاتعسهم ، ولقد سماها رسائل جون الرجل الصيني ونشرها دون إمضاء ليخيل إلى القارئ أن كاتبها رجل صيني بالفعل ، وصدقه القراء في هذا الزعم ، ولما أعاد طباعتها باسمه لم تفقد بهجتها ، وعاش مؤلف هذه الرسائل بعد تأليفها أعواما يرى صدى ما قد ألف في نفوس الناس وأثر ما قد نشر من آراء في سبيل تغيير أسس ماقد بنوا مدنيتهم عليه.
وقد ظل اتصال الغرب بالشرق في العصور الوسطى اتصال تجارة قلما يتعدى ذلك إلى ما يمكن أن يكون بينهما من صلات ، حتى كان عصر الحروب الصليبية فبدأ الغرب يتطلع إلى ما قد ظل طويلا في أيدي الشرق من نفوذ وسلطان ومال.
ولقد كتب الكتاب كثيرا عن الشرق مبهورين وواصفين وناقدين إلى أن تنبهوا إلى أن ما وراء تلك العجائب روحت يستحق الوقوف أمامه رغم ما قد أسدل عليه من أستار.