ظهرت باكورة الإنتاج الأدبى للكاتبة الراحلة مى زيادة عام 1911 بصدور ديوان شعر كتبته باللغة الفرنسية بعنوان "أزاهير حلم"، وكانت في الخامسة والعشرين من عمرها، وفيما بعد صدر لها مجموعة من الكتب بالعربية منها "باحثة البادية" عام 1920، و"كلمات وإشارات" عام 1922، و"المساواة" عام 1923، و"ظلمات وأشعة" عام 1923، و"بين الجزر والمد" عام 1924، و"الصحائف" عام 1924.
ولدت ماري إلياس زيادة، المعروفة ﺑ «مي زيادة»، في الناصرة بفلسطين عام 1886، لأب لبناني وأم فلسطينية، وحلت مع ذويها إلى مصر، واستقرت هناك بعد أن عمل والدها محررا بجريدة المحروسة، استطاعت إجادة العديد من اللغات كالإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإسبانية، والإيطالية، والعربية، كما درست وطالعت كتب الفلسفة، والأدب، والتاريخ العربي والإسلامي.
بعد استقرارها في القاهرة عقدت ندوة أسبوعية باسم «ندوة الثلاثاء» وكان يحضرها الكثير من الأدباء والشعراء والنقاد، وكان من أبرزهم: أحمد لطفي السيد، وأحمد شوقي، وعباس العقاد، وطه حسين، وشبلي شميل، ويعقوب صروف، وخليل مطران، ومصطفى صادق الرافعى، وغيرهم، وقد أغرم الكثير منهم بمي، إلَّا أن قلبها لم يمل سوى لشخص واحد هو جبران خليل جبران، الذي ظلت مأخوذة به طوال حياتها، وتبادلا الرسائل لمدة عشرين عامًا رغم أنهما لم يلتقيا ولو لمرة واحدة!
وقد امتد إنتاجها إلى الترجمة حيث ترجمت ثلاث روايات منهم رواية «ابتسامات ودموع» لماكس مولر، بالإضافة إلى ذلك، نشرت العديد من المقالات والأبحاث فى كبريات الصحف والمجلات الأدبية والفكرية مثل: المقطم، والمحروسة، والزهور، والأهرام، والهلال، والمقتطف.