نلقى الضوء على كتاب "هل نولد عنصريين؟" تحرير جوسن مارش، والذى يعد حصيلة نتاجٍ مشترك بين علماء الأعصاب وعلماء النفس، حيث يبحث أصول إحساسنا العنصرى ويحاول الغوص فى أدمغتنا ليحدّد طبيعة شعورنا وأفكارنا تجاه المختلفين عنّا، والإجابة هنا ليست بنعم أو لا، فأحياناً تكون الإجابة لا هذا ولا ذاك .
يجمع الكتاب ثمانية عشر مقالا فى ثلاثة أجزاء لكتّاب مختلفين تناولوا العنصريّة وحاولوا تفنيد أساسها وأصولها.
القسم الأول: يقدّمه علماء أعصابٍ يدرسون الأمر دماغياًّ، من حيث الدّوافع وراء تشكيل أفكار تتسم بالتحيّز، بالإضافة إلى آخر ما تمّ الوصول إليه حول كيفية رؤية الأشخاص المختلفين عنا عرقياً.
القسم الثاني: يتناول كيفية التغلب على هذه التحيّزات .
القسم الثالث: يحكى لنا عن التعايش فى المجتمعات متعددة الأعراق عن طريق عرض تجارب من أعراقٍ أقليّة أو أغلبيّة.
لم يعمد الكتاب إلى طرح تعريفات محدّدة واضحة، فالعنصرية بدأت أولاً من ملاحظة الاختلاف، وأوّل ما ظهرت بالتّعريف الذى نعرفه اليوم على شكل رد فعل على مشروع النازيّة القائم على تفضيل العرق الآرى وتطهير اليهود، من خلال تعزيز فكرة تفوق العرق الآرى وشرعنة سيادته وتميّزه، وهو ما يعرف بمغالطة الذنب بالتّداعى، إلا أنّنا إذا قرأنا التاريخ جيّداً ندرك أن تجارة الرقيق كانت نوعاً من العنصريّة، وكذلك جميع حركات العزل العنصرى ضد السود على مر التّاريخ، وكذلك الحركة ضدّ اليابانيين خلال الحرب العالميّة الثانية، وصولاً إلى العنصريّة اليوم تجاه المسلمين .