تعتبر إليزابيث الأولى من أشهر ملكات بريطانيا وهى ابنة الملك هنرى الثامن، وآن بولين زوجته الثانية التى نفِذ فيها حكم الإعدام عام 1536 بتهمة خيانة الوطن، وكانت إليزابيث حينها في الثانية والنصف من عمرها ومن هنا تم إلغاء زواج آن من هنرى الثامن، وقد نصبت ملكة على بريطانيا فى مثل هذا اليوم 13 يناير من عام 1559.
بعد موت أبيها الملك هنري في عام 1547، خلفه في الحكم أخوها من أبيها إدوارد السادس وعندما توفي في عام 1553، ورث العرش إلى ليدي جين غراي مقصياً بذلك أختيه إليزابيث، وماري عن الحكم ومخالفا للقانون آنذاك، لكن أرادته لم تتم، فقد توجت ماري على العرش، وتم خلع ليدي جين جراي وأعدمت.
كانت ماري تسيء الظن بإليزابيث التي كانت سترشح بعدها للحكم، بينما كانت إليزابيث تتجنب بشدة التدخل فى الأمور السياسية خلال فترة حكم مارى، ومع ذلك فقد وقعت إليزابيث ضحية الظن فى عام 1554 بعد الثورة المعروفة باسم ثورة ويات، التى فشل فيها الثوار فى الإطاحة بحكم مارى، واعتقلت إليزابيث رغم عدم ثبوت أى أدلة تدينها بالاشتراك فى الثورة.
عندما توفت مارى عام 1558 أصبحت إليزابيث الملكة وتولت الحكم، وأدارت البلاد بالشورى، واعتمدت في كثير من الأمور على فريق من المستشارين الموثوق بهم بقيادة وليام سيسيل، بارون بورجلى الأول.
كانت إليزابيث فى فترة حكمها أكثر اعتدالا من والدها وإخواتها غير الأشقاء، وكان أحد شعاراتها "أرى، ولكنى لا أتكلم" وفقا لكتاب المؤرخ ديفيد ستاركلى "إليزابيت وكفاح نحو العرش".
وفى عام 1570 أعلن البابا أن إليزابيث حاكمة غير شرعية، كما أحل رعاياها من الولاء لها، وجرت مؤامرات عديدة تهدد حياتها، ولكن تم إحباط جميع هذه المؤامرات بفضل جهاز الخدمة السرية الذى يديره وزرائها.
كانت إليزابيث حذرة وعلى دراية بالشؤون الخارجية والمناورات التى تدور بين القوى الكبرى، مثل "فرنسا وإسبانيا"، وفى منتصف عقد 1580 لم يكن لإنجلترا الخيار لتجنب الحرب مع إسبانيا، وفى المعركة انهزم أسطول الأرمادا الإسبانى على يد القوات الإنجليزية في عام 1588، ليرتبط اسم إليزابيث بأعظم انتصار عسكرى فى التاريخ الإنجليزى.