"علم التاريخ يشبه إلى حد بعيد دراسة الفضاء الخارجى فعندما تعود إلى الماضى البعيد ستكتشف الصدمة المتمثلة فى التشابه - سلبيًّا - الذى ما زال يربط العوالم متسلسلة رغم مرور الحقب والأزمنة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى البون الشاسع بين ما كان – إيجابيا – وما هو كائن وسيكون"، هذا ما يمكننا أن نستخلصه من كتاب "حكايات الشرق القديم" للمؤلف ألكسندر نيميروفسكى، وترجمة مصطفى محمود، الصادر عن سلسلة آفاق عالمية، الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.
فأثناء قراءتك له ستشعر بشعور غريب، إذ ستأخذك كل حكاية تقرأها، وكل صفحة تقلبها إلى عالمٍ آخر، عالم مختلف وغريب في آن واحد، تشعر فيه حتمًا بشعور إنسان يحيا في عالم قديم.
فهذا الكتاب الغريب والرائع سيجعل منك رحَّالة فى كل حكاية من حكاياته، فتارة ستذهب إلى الشرق وترى بعينيك بوذا وتشهد معركة قادش وجلجامش وأنكيدو، ومن ثم ترحل لليونان وترى سقراط وحمورابي وما لم تره من قبل، ستعرف عند قراءتك لهذا الكتاب الكثير من الأشياء الخفية وستقرأ عن أشياء قد تكون قد سمعت بها من قبل أو لم تسمع إلا أن الفارق أنك ستعرفها تفصيلًا وكأنك عن كثب".
مجموعة قصص قصيرة تأخذك في رحلة إلى الماضي إلى حضارات الشرق القديم (الحضارة الفرعونية، الحضارة البابلية، الحضارة الهندية، الحضارة الصينية) تلك الحكايات التي تجعلك تدرك حقا أن الأيام دِول وما يحدث في الماضي يحدث بالحرف في هذا الزمن وأن الماضي يختلف كثيرا عن الحاضر فمثلا الصين وهي سيدة العالم الآن وتعتبر من الدول الأباطرة فأرى أن حضارتها هشة كانت تقوم على الأهواء والمعتقدات يصنعون من أي شخص إله وامبراطور حضارة لم أر لزوم لوجود قصصها فقصصها مملة جدا ولا تعرف المنطقية على العكس مثلا من الحضارة الهندية التي نسخر منها حاليا فتجد أنها كانت حضارة عظيمة ومن قصصها تكتشف أنهم رواد في مجالات عديدة لكن الحال انحدر بهم حاليا.
أما عن الحضارة الفرعونية المذهلة فحدث ولا حرج الحكايات كلها تثبت أن المصري فعلا من أكثر الشخصيات ذكاءً وبحثا عن كل ما هو جديد وكذلك حال الحضارة الفينيقية، والكتاب أيضا يروي قصة جديدة عن ملك الأساطير بوذا.