تمر اليوم الذكرى الـ622 على بدأ حصار تيمورلنك لقلعة دمشق التى رفضت حاميتها الاستسلام بعد سقوط بقية المدينة، وقد استمر حكم المماليك لدمشق لفترات وجيزة ما بين 1300م و1401م، أما القلعة فقد سيطر عليها المماليك حتى عام 1516م، وفى نفس السنة، أصبحت سوريا فى أيدى الدولة العثمانية.
هاجم المغول المدينة هجومًا عنيفًا واستطاعوا اقتحام إحدى البوابات، إلا أن الجند وأهل دمشق استطاعوا ردهم بل وأسروا عددًا كبيرًا من جنودهم ممن دخلها وقطعوا روسهم، أعيا أمر المدينة تيمورلنك فعمل على الاستيلاء عليها بالحيلة، أرسل تيمورلنك إلى أهل المدينة يدعوهم إلى الصلح، فأرسل أهل دمشق القاضى ابن مفلح الحنبلى ليفاوض تيمورلنك، وعد تيمورلنك القاضى بالانسحاب وترك المدينة مقابل أن يدفعوا مليون دينار.
رفض نائب قلعة دمشق هذا الأمر وأصر على القتال وأغلق بوابات المدينة ومنع خروج أحدٍ منها، إلا أن القاضى بالتشاور مع العلماء والأعيان تجاهلوا هذا الأمر وجمعوا المال، فلما جاؤوا به لتيمورلنك غضب وطلب منهم عشرة ملايين دينار، فجمعوا له المال أيضا بمشقة ولم يعجبه ما جمعوه وصادر كل الأموال الخاصة بالسلطان والأمراء هناك، وألزم تيمورلنك الفقهاء بإعداد خطط لكل شوارع المدينة وأحيائها وفعلوا ذلك وكانت له محادثة شهيرة مع ابن خلدون، وكانت أبواب المدينة قد فتحت بعدما انطلت الخدعة على العلماء والفقهاء وغالبية أهل المدينة.
واعتصم نائب قلعة دمشق ومعه أربعين مقاتل من المماليك بالقلعة، دخل جيش تيمورلنك المدينة وحاصر قلعة دمشق، واستمر فى قصف أسوار القلعة مدة تسعة وعشرين يوما حتى استسلمت له وقطعت رؤوس من تبقى على قيد الحياة من هؤلاء المماليك.