آثر جمال عبد الناصر فى الشعب العربى بأكمله، ولايزال باقيًا فى الوجدان، فمن هم الشخصيات التى أثروا الزعيم الراحل، لكن "ناصر" وزعيم الغلابة كما يطلق عليه، كانت هناك العديد من الشخصيات التى أثرت فى تكوينه كانت سببًا فى تغيير تاريخ مصر والمنطقة العربية.
تمر اليوم الذكرى الـ104 على ميلاد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، إذ ولد فى 15 يناير عام 1918، وهو هو ثانى رؤساء مصر. تولى السلطة من سنة 1956 إلى وفاته. وهو أحد قادة ثورة 23 يوليو 1952 التى أطاحت بالملك فاروق (آخر حاكم من أسرة محمد علي).
بحسب كتاب "بقلم جمال عبد الناصر: رؤية تحليلية" تأليف صفاء خليفة وخالد عزب، فالزعيم الراحل كانت له تجربة فى التمثيل قام بتجسيد شخصية يوليوس قيصر فى مسرحية شكسبير، التى قدمها فريق التمثيل فى الحفل السنوى لمدرسى النهضة الثانوية، وكان المسئول عن الفريق الأستاذ نجيب إبراهيم، فترك للطلبة اختيار الرواية اللائقة لتمثيلها، وهنا مضى "ناصر" لمطالعة تاريخ الشعوب، وأعجب بشخصية قيصر.
ويبدو أن الزعيم جمال عبد الناصر، قد أضمر له إعجابا شديدا، لدرجة أنه قرر أن يضربها لنفسه وزملائه فى مصاف المثل العليا لقادة الشعوب، وعرض على مسئول الفرقة المسرحية ووافق عليه ومنحه هو دور القيصر، وبالفعل قدمت المسرحية فى يوم السبت 19 يناير 1935 بحضور وزير المعارف آنذاك أحمد نجيب الهلالى، ومن ذلك اليوم وشخصية القيصر تستحوذ على مشاعر جمال.
ويوضح الكتاب أيضًا أن ناصر حين تولى رئاسة اتحاد الطلاب، اهتم بقراءة سير كل من نابليون بونابرت وغاندى والإسكندر الأكبر، ويوليوس قيصر، وأعجبته قصة "بائعة الخبز" رائعة فيكتور هوجو، والتى صورت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية فى فرنسا قبل الثورة، وكذا قرأ رائعة تشارلز ديكنز "قصة مدينتين" التى صورت بدقة أعمال القسوة والعنف والإرهاب التى سادت فرنسا فى النصف الأخير من القرن الثامن عشر، ولهذا ذكر عبد الناصر أنه تعلم من رواية ديكنز كيف يمكن أن تكون الثورة البيضاء.
من أكثر الأدباء التي تأثر بهم الرئيس جمال عبد الناصر، كان الأديب «توفيق الحكيم»، خاصة بعد قراءته رواية «عودة الروح»، في شبابه، وقد تأثر «عبد الناصر» بفكرة «البطل المخلص»، وشعر أنه هو المعبود الذي سيخرج من بين أبنائها، ومن هنا كان «توفيق الحكيم» من الأدباء الذين أثروا في السلطة وتأثروا بها، بالرغم من محاولاته العديدة الهروب من براثنها.