تحت عنوان "في محبة الكتب" صدر حديثًا كتاب الأديب منير عتيبة، عن مركز ليفانت للدراسات الثقافية والنشر، ويشارك الكتاب بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته المقبلة هذا الشهر.
يرتبط عتيبة بالكتب قارئًا وكاتبًا وناشرًا، وهو في كتابه الجديد يسعى إلى تحليل هذه الارتباطات وما خلفها من خلال موضوعات تهم القراء والكتاب والناشرين جميعا، فيحدد مثلُا ما يحتاجه القارئ الحقيقي من شجاعة حتى يفتح كتابًا ما ويقرؤه، وحتى تكون له شخصيته المستقلة تجاه ما يقرأ، وما على الكتاب أن يتحلوا به من إمكانات لا تتوقف فقط عند الموهبة بل ما يحتاجونه من دأب وعمل متواصل، ويدخل الكتاب إلى مناطق شائكة تخص معارض الكتب، والنشر، والعلاقة بين الكتاب والنقاد، والجوائز الأدبية، وكيفية التعامل مع التراث الشفاهي والمكتوب، وخطايا هذا التعامل، والصراعات الفكرية وغيرها من الموضوعات التي يكتبها بمعرفة كبيرة؛ وبمحبة أكبر، لهذا العالم الممتع والصعب؛ عالم الكتب.
يذكر أن منير عتيبة قاص وروائي وناقد مصري، مدير مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية، ونائب مقرر لجنة السرد القصصي والروائي بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس تحرير سلسلة كتابات جديدة بالهيئة المصرية العامة للكتاب. حصل على العديد من الجوائز والتكريمات منها جائزة الدولة التشجيعية في القصة القصيرة جدا، وجائزة اتحاد كتاب مصر مرتان في القصة القصيرة والرواية.
مقدمة الكتاب: ادخل بلا مقدمات
كثيرًا ما صدمتني المقدمات، وجعلتني لا أقرأ الكتاب، أو أقرأه بغير حماس، وكثيرًا ما تجاهلت المقدمات، ودخلت إلى الكتاب مباشرة، ثم أقرا المقدمة بعد الانتهاء منه، فأجدها أكثر فائدة مما لو قرأتها في البداية!
لذلك لن أتعب نفسي بمقدمة طويلة لن تقرأها، أو ستضايقك قرآتها.. فقط أخبرك أن مقالات هذا الكتاب كتبت على مدار سنوات في صحف ومجلات مختلفة، وكلها يجمعها عشقي للكتب، ومحبتي للقراءة والكتابة، لذلك ستجد فيها حديثًا عن الكتب، وحديثًا عن القراء، وعن الكُتَّاب، وبالتالي عن النشر، ومعارض الكتب، والجوائز، والنقاد، و… ولماذا أخبرك بكل ذلك وأنت ستقرؤه بنفسك ما دام الكتاب بين يديك.. ألا ما أتعس المقدمات، ادخل يا صديقي إلى الكتاب بلا مقدمات.. ثم لنتحاور!
خاتمة الكتاب: لا تخرج أبدًا
يا صديقي لم نكن بحاجة إلى مقدمات لنحب الكتب والكُتَّاب، ونعشق القراءة، ونناقش بعض قضاياها، نتفق، نختلف، لكننا لا نتوقف عن القراءة، ولا النقاش، ولا المحاورة الجادة طوال الوقت..
لذلك لن نحتاج إلى خاتمة، لأن من يدخل هذا العالم لن يخرج منه وإن أراد، تذكَّر ما كتبه دانتي على باب الجحيم (أيها الداخلون، اتركوا خلفكم أي أمل في النجاة!)
غير أنه جنة يا دانتي!!