قال الناقد التشكيلى، عز الدين نجيب، إن افتتاح مرسم الأقصر فى نسخته اللأخيرة التى أقيمت فى آخر أيام 2021 مع افتتاح المشروع الكبير لإحياء قرية القرنة التى بناها رائد عمارة الفقراء المهندس حسن فتحى فى أربعينيات القرن الماضى ، يعد من أهم الأحداث الثقافية الكبرى.
وأوضح عز الدين نجيب عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، كان الداعى والمدير الأول للمرسم هو الفنان مجمد ناجى، رائد فن التصوير المصرى الحديث (١٨٨٩ - ١٩٥٦) عام ١٩٤٢، واستمر يستقبل أفواج الفنانين ويحقق رسالته فى بلورة الشخصية المصرية فى الفن، كبعثة داخلية توفدها كلية الفنون الجميلة من أوائل خريجيها ومن خريجى القسم الحر بها كل عام، حتى أواسط الستينيات، حين رفعت جامعة حلوان يدها عن دعمه، فتحول البيت التاريخى إلى فندق بيئى حاز شهرة سياحية دولية تستمد من ذكريات المرسم فيه أحد مقومات جاذبيتها.
وأشار عز الدين نجيب، إلى أنه يرجع الفضل فى إعادة إحياء قرية القرنة بعد ان أوشكت على الدمار إلى هيئة اليونسكو، ويرجع الفضل فى إحياء المرسم بداخل القرية إلى صندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة تحت رئاسة الخزاف الكبير الدكتور فتحى عبد الوهاب، وقد اعتبره أحد مشروعاته التنموية الأَوْلى بالرعاية، فقام بتجهيزه لاستقبال أفواج الفنانين، حرصا على استعادة دوره الحضارى القديم الذى أنجب لمصر أعظم قادة الحركة الفنية بها على امتداد 20 عاما حتى ستينيات القرن الماضى، وأراد أن يشمل الافتتاح إضفاء نفحة من فنانى المرسم، فاستضاف ثلاثة من رموزه التاريخيين بأعمالهم التى استلهموها فترة المرسم وما بعده، أولهم الفنان الكبير الراحل ممدوح عمار، الذى استضافه المرسم فى اواخر الخمسينيات وأقام به عدة سنوات متصلة، والثانى هو الفنان الكبير عبد الغفار شديد، زميل دفعتى من خريجى الكلية عام١٩٦٢، واستمر فى المرسم حتى تم إغلاقه فيما أظن، أما الثالث فهو شخصى المتواضع.
واستطرد عز الدين نجيب، أرى هذا المشروع - بجانب إحياء قرية القرنة لمنشئها العظيم حسن فتحى - أروع حدث ثقافى اختتم به عام ٢٠٢١، وأعتبره مشروعا قوميا واعدا بضخ دماء جديدة للإبداع المصرى، تعيد إليه أمجاد مرحلة الستينيات فى الفن، التى لا تزال الحاضنة الكبرى للهوية المصرية.