قلعة صلاح الدين أحد أهم معالم القاهرة الإسلامية، وإحدى أفخم القلاع الحربية التى شيدت فى العصور الوسطى، وقد أتاح موقعها الاستراتيجي أعلى جبل المقطم إطلالة رائعة على كل معالم القاهرة التاريخية، ووفرت الأسوار المنيعة حول عواصم مصر الإسلامية مع القلعة مزيد من الحماية ضد الحصار.
بدأ صلاح الدين الأيوبي في تشييد هذه القلعة فوق جبل المقطم "572-579هـ ـ 1171- 1193م" في موضع كان يعرف بقبة الهواء، لكنه لم يتمها في حياته، وأتمها السلطان الكامل بن العادل "604هـ/ 1207م"، فكان أول من سكنها واتخذها دارًا للملك، وظلت مقرًا لحكم مصر حتى عهد الخديوى إسماعيل الذى نقل مقر الحكم إلى قصر عابدين بمنطقة القاهرة الخديوية فى منتصف القرن التاسع عشر .
شهدت القلعة العديد من الأحداث التاريخية من زمن الحروب الصليبية حتي نهاية أسرة محمد علي "1220-1264هـ ـ 1805-1848م"، التى تولت حكم مصر بداية من القرن التاسع عشر حتى قيام ثورة يوليو 1952م.
تضم القلعة العديد من المعالم الأثرية الإسلامية التى أضيفت على مر العصور مما يوفر للزوار اليوم مجموعة من الأماكن التي يمكن زيارتها، حسب ما ذكرت وزارة السياحة والآثار، وأهمها: "جامــع محمد علي باشا أبرز بناء داخل القلعة، وجامع الناصر محمد بن قلاوون "718هـ ـ 1318م"، ومسجد سليمان باشا الخادم "935هـ ـ 1528م"، وبئر يوسف، بالإضافة إلى عدد من المتاحف مثل متحف الشرطة، ومتحف قصر الجوهرة، ومتحف المركبات الملكية، والمتحف الحربي.
القائد والفاتح العظيم الناصر صلاح الدين الأيوبى، توفى فى 4 مارس عام 1193م، عن عمر ناهز حينها 56 عاما، وهو قائد عسكرى أسس الدولة الأيوبية التى وحدت مصر والشام والحجاز وتهامة واليمن فى ظل الراية العباسية، بعد أن قضى على الخلافة الفاطمية التى استمرت 262 سنة.
وقاد الناصر صلاح الدين، العديد من الحروب المعارك، التى كتب فيها النصر لجيوش المسلمين، واستطاع خلالها العرب من استعادة الأراضى التى احتلتها الحملات الأوروبية لنهب كنوز الشرق، حيث استعاد الأراضى المقدسة التى كان الصليبيون قد استولوا عليها فى أواخر القرن الحادى عشر، وقد تمكن فى نهاية المطاف من استعادة معظم أراضى فلسطين ولبنان بما فيها مدينة القدس.