تمر، اليوم، ذكرى رحيل الإمام الشافعىثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعى فى الفقه الإسلامى، ومؤسس علم أصول الفقه، وهو أيضاً إمام فى علم التفسير وعلم الحديث، إذ رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 20 يناير من عام 820.
ولد الشافعى بغزة عام 150 هـ، وانتقلت به أمه إلى مكة وعمره سنتان، فحفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، ثم أخذ يطلب العلم فى مكة حتى أُذن له بالفتيا وهو فتى دون عشرين سنة، ثم هاجر إلى المدينة المنورة طلباً للعلم عند الإمام مالك بن أنس، ثم ارتحل إلى اليمن وعمل فيها، ثم ارتحل إلى بغداد سنة 184 هـ، فطلب العلم فيها عند القاضى محمد بن الحسن الشيباني، وأخذ يدرس المذهب الحنفي، وبذلك اجتمع له فقه الحجاز المذهب المالكي وفقه العراق "المذهب الحنفى".
عاد الشافعى إلى مكة وأقام فيها 9 سنوات، وأخذ يلقى دروسه فى الحرم المكي، ثم سافر إلى بغداد للمرة الثانية، فقدمها سنة 195 هـ، وقام بتأليف كتاب "الرسالة" الذى وضع به الأساس لعلم أصول الفقه، ثم سافر إلى مصر سنة 199 هـ، وهناك أعاد تصنيف كتاب "الرسالة" الذى كتبه للمرة الأولى فى بغداد، كما أخذ ينشر مذهبه الجديد، ويجادل مخالفيه، ويعلم طلاب العلم، حتى توفى فى مصر سنة 204 هـ.
عمل الأمام الشافعى قاضيًا فعرف بالعدل والذكاء، إلى جانب العلوم الدينية، كما كان فصيحاً شاعراً، ورامياً ماهراً، ورحالاً مسافرًا، كما يعد أكثر من العلماء تم الثناء عليه، فقال فيه الإمام أحمد: "كان الشافعى كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس".