العلاقة بين مصر واليونان تتمتع بعمق تاريخى، وقدمها من قدم الحضارتين الفرعونية والإغريقية، وما يميزها عن الكثير من علاقات مصر بدول الجوار أو حوض البحر المتوسط هو استمرارها، وتأثر كلا البلدين بالأخرى، حتى أصبحت الأساطير الحضارية لدى البلدين واحدة ومتشابهة تماما.
وتحل دولة اليونان ضيف شرف الدورة الـ53 من معرض القاهرة الدولى للكتاب، الذى يقام خلال الفترة من 26 يناير الحالى إلى 7 فبراير المقبل، لتكون مثالا على عمق العلاقة بين بلاد الإغريق والفراعنة، التى طالما تأثروا ببعضهما البعض، وكان من بين صور التأثر، هو إقامة العديد من كتاب وأدباء اليونان فى مصر لفترات طويلة، وكتاباتهم أعمالا عن أيامهم فى بلاد المحروسة، ومن هؤلاء:
كازنتزاكس
زار الأديب اليونانى الشهير مصر، ووثق تلك الزيارة من خلال كتابه"رحلة إلى مصر الوادى وسيناء" عن رلنه رحلته فى أرض الفيروز قائلًا: "منذ سنوات وسيناء، ذلك الجبل الذى وطأه الله، تلمع فى ذاكرتى مثل قمة لا سبيل إلى الوصول إليها.. ذلك الدير الذى بُنى فوق ذلك المرج المحترق الذى لم يفن ولم يهلك، هنا يتجسد الهدف الذى كنت أحن إلى إنجازه طوال السنوات التى كنت أسير خلالها بغير هدى فى المدن الكبيرة".
بينيلوبي دلتا
تعد الكاتبة اليونانية بينيلوبي دلتا من أهم من شكلوا وعي الأطفال فى مصر واليونان فى فترة الثمانينيات وهي من مواليد الاسكندرية وكتبت دلتا رواية "أنطونيس المجنون"، تحكي فيهم عن مغامرات أخيها الأكبر أنطونيس بيناكيس في طفولته الشقية في الإسكندرية أواخر القرن التاسع عشر.
هي كاتبة يونانية، تعد أول يونانية ألفت كتبًا للأطفال. لقيت رواياتها التاريخية رواجًا كبيرًا في بلادها وكان لها أثر بالغ على وعي مواطنيها بهويتهم الوطنية وتاريخهم، ولدت دلتا في مدينة الإسكندرية المصرية سنة 1874، وكان الثالثة بين ستة أبناء لأبيها تاجر القطن اليوناني الثري إيمانويل باناكيس. وفي سنة 1882 انتقلت الأسرة مؤقتًا إلى أثينا، حيث تزوجت في وقت لاحق من مستثمر ثري من يونانيي الفنار يدعى ستيفانوس دلتا، الذي أنجبت منه ثلاث بنات: صوفيا مافروغورداتو، وفرجينيا زانا، وألكسندرا بابادوبولو.
قسطنطين كفافيس
من أشهر اليونانيين فى مصر، الشاعر العالمى قسطنطين كفافيس والذى يعد واحدًا من أعظم شعراء اليونان المعاصرين، وهو مصرى يونانى، ويعبر فى شعره عن التلاقى المشترك لعالمين، اليونان الكلاسيكية، والشرق الأوسط القديم، والأدب السكندرى.
وقد وتحول بيت "كفافيس" بالاسكندرية بمحطة الرمل لمتحف، يضم قناع الدفن الخاص بكفافيس وأثاثًا وهدايا من الكنيسة اليونانيي ومؤلفاته وشرائط تحوي قصائده ملحنة ونصوصًا مكتوبة بخط يده وأيقونات ومجلد ضخم يسمى "دليل الإسكندريه" فيه صور قديمة نادرة ولوحة زيتية للخديوى إسماعيل الذي كان صديقًا لوالد كفافيس، ووضعت لافتة من رخام الأسود في مدخل المبنى مكتوب عليها "في هذا البيت عاش كفافيس آخر خمسة وعشرون سنة من حياته"، وزاره أكثر من مسؤول يونانى كبير أبرزهم الرئيس اليوناني.
يوسف موستاكى
المطرب والشاعر الغنائى اليونانى يوسف موستاكى والذى عرف باسم جورج موستاكى وغنى بلغات عديدة منها الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية والإسبانية والعربية أيضا والذى برهن على حبه لمصر بتبرعه لمصر بأرباح حفلا غنائيا أقيم فى باريس عام 1992 بعد الزلزال.
على الرغم من تحوله لنجم عالمي إلا أنه لم ينسى يوما أنه ولد بالإسكندرية، وتعلق بالفن المصرى والأجنبى معا فعشق كوكب الشرق أم كلثوم و الفرنسية إديث بياف بنفس القدر، عرف عنه كتابته لمئات الأشعار الغنائية الرومانسية والتي غناها عدة فنانات. وفنانين فى فرنسا أمثال داليدا وأوديت بياف وإيف مونتان، وبريجيت فيونتاين وهربرت باجيني وسيندي دانيال وفرانس جال ولم يترك حوارا صحفيا أو تليفزيونيا الا ومدح فى مصر وشعبها وقال انه صاحب فضل عليه.