كاتب وموسوعى فرنسى، عمل خلال حياته بالعديد من الأعمال فكان صانع ساعات ومخترع وكاتب مسرحى وموسيقى ودبلوماسى، هو بيير أوجستن كارون دي بومارشيه، الذى تحل اليوم ذكرى ميلاده، إذ ولد فى مثل هذا اليوم 24 يناير من عام 1732م، ولكن ما تناوله عبد السطور المقبلة حكاية اخترعه الذى تم سرقته منه؟
تعلم بومارشيه صناعة الساعات من والده، وخلال عمل الأبن فى صناعة الساعات والتى كانت وقتها م يتم الاعتماد عليها نظرُا لأن ساعات الجيب موثوقةً في ضبط الوقت وكانت ترتدى كإكسسوارات للأزياء فقط، وهو ما جعل بومارشية فى التفكير لتغيير ذلك، وأمضى ما يقرب من عام كامل يبحث عن تحسينات لتلك الصناعة، إلى أن جاء الوقت في يوليو 1753، وهو فى سن 21 من عمره، فاخترع ميزانًا للساعات جعلها أكثر دقة وأكثر إحكامًا.
غى ذلك الوقت تم انتشار خبر اختراع بومارشية وهو ما جعل جان أندريه ليباوت، صانع الساعات الملكى في فرنسا، الذي يمكن العثور على ساعاته في قصر لوكسمبورج، وقصر التويليرى، والقصور الملكية أول المهتمين بهذا الاختراع الجديد.
وخلال تعارف بومارشية وليباوت وبعد كسب ثقة بينهما، إلا أن الأخير كان ينوى على أمر أخر وهو سرقة اختراع بورمارشية، وهو ما حدث بالفعل، حيث أرسل ليباوت كتب خطابًا إلى الأكاديمية الفرنسية للعلوم يصف فيه "نظام ليباوت" والذى يعد سرقة للاختراع الذى لا يملكه من الأساس، وهو ما أغضب بومارشيه عندما قرأ في عدد سبتمبر من لو ميركيور دو فرانس أن "ليباوت" قد اخترع للتو أروع آلية لساعة أكثر قابلية للحمل.
فماذا فعل بومارشية بعد ذلك؟ أرسل على الفور خطابًا شديد اللهجة إلى نفس الصحيفة يدافع فيه عن اختراعه وأنه يعود له ويحث الأكاديمية الفرنسية للعلوم على رؤية الدليل بأنفسهم، قائلا: "من أجل الحقيقة وسمعتي، لا يمكنني السماح لمثل هذه الخيانة بالمرور بصمت ولا بد أن أُطالب ببراءة اختراع هذا الجهاز".
وفى المقابل دافع ليباوت عن نفسه بتصريح ولكن حكمت الأكاديمية أن الآلية كانت بالفعل لبومارشية وليست لليباوت، ما زاد نجوميته وألحق العار بليباوت، حيث كانت القضية حديث باريس آنذاك.