بين القاهرة والإسكندرية وباريس ولندن، تتنقل لينا النابسلى فى رواية "أنا فى انتظارك" التى تعد بمثابة تحول فى مسيرتها الأدبية، وبين الواقع والمتخيل والتاريخى، سارت صاحبة "قلب مستعمل" على طريق الحب، البطل الأول والدائم والأبدى فى أعمالها، كما تقول.
لينا النابلسى فى حديثها مع "انفراد"، كشفت أن رواية "أنا فى انتظارك" التى صدرت بالتزامن عن دار دون للنشر، مع معرض القاهرة القاهرة للكتاب 2022، فى دورته الـ53، تتماس مع الأغنية التى تحمل نفس، فتوضح هذا التماس بقولها: "أغلبنا فى انتظار شيء ما، طوال الوقت ونحن فى انتظار شيء ما، حتى وإن لم نعلن عنه".
وبالإضافة إلى ذلك، توضح لينا النابلسى أن كوكب الشرق أم كلثوم حاضرة بقوة فى الرواية أيضا. ورغم تناول الرواية ليهود مصر، ترى لينا النابلسى أن روايتها ليست تاريخية، حتى وإن اعتمدت على وقائع تاريخية تتعلق بيهود مصر.
لينا النابلسى: الحب سيبقى البطل الأول والأبدى فى كتاباتى
وتوضح لينا النابلسى أن روايتها متعددة الأصوات، وفقا لعدد أبطالها، وخطوطها الدرامية، التى يجمعها الحب، فهو حاضر بقوة وعنصر أساسى فى الرواية، فعلى مراحل مختلفة، سواء أكان حب زوجة أو وطن، أو قصة حب فى حياة شخص لم يتمكن من نسيانها، أو الحب لحالة معينة لا يمكن الخروج منها، وهنا تقول: "وفقا لكتاباتى فالحب هو دائما البطل الأول وسيظل كذلك".
لينا النابلسى: أحد شخصيات الرواية أعرفه فى الواقع
لينا النابلسى التى عاشت على مدار أربع سنوات مع شخصيات رواية "أنا فى انتظارك"، ترى أنه من الصعب جدا التخلص منهم، كشفت أن أحد شخصياتها، وتحديدا شخصية "عم موسى" فى الرواية، من الشخصيات الواقعية التى تعرفها شخصيا، لكنها قدمته فى الرواية بتحولات درامية.
لينا النابلسى: فى هذه الرواية خلعت توب البنوتة ذات الفراشات الوردية
وبعد طرح الرواية، ترى لينا النابلسى أن هذه الرواية هى بمثابة تحول فى مسيرتها الأدبية، فتقول: "طوال الوقت، كنت ولا زالت أعمل على تطوير نفسى، كنت أشبه بمن يكتب وهو على البر، يضع قدما فى الماء، ثم يرجعها بسرعة، لكن اليوم، أعتقد أننى وصلت إلى مرحلة ما من النضج فى هذه الرواية، ربما يفاجئ من قرأ لى، ولهذا أقول بأننى خلعت توب البنوتة ذات الفراشات الوردية، وتخيلت عن اقتناعى بأننى كاتبة هاوية، وبعدما شعرت بالفعل أننى فى هذه الرواية أرى نفسى محترفة".
أحداث رواية "أنا فى انتظارك"
تدور أحداث رواية "أنا فى انتظارك" فى إطار اجتماعى، يعود بالزمن إلى خمسينيات القرن الماضى، وحياة يهود مصر، الذين رفضوا الهجرة عام 1952، وفى هذه الرواية يتعرف القارئ على تفاصيل الحياة السرية لـ"فريدة الشناوى"، التى تدخل فى صراع مع عائلتها، و"شويكار فهمى" التى تعيش مع جدتها فى عالمها الهادئ، والسر الذى أخفاه "موسى" فى الإسكندرية لسنواتٍ طويلة.
ففى هذه الرواية يلتقى "خالد" بـ"فريدة"، فيقرران ألا يفترقا، ولهذا تجبرهما الحياة على خوض صراع من أجل البقاء معا، فهل سينجحا فيه، أم ماذا؟.
وفى هذه الرواية، تسعى للإجابة على العديد من التساؤلات التى تشغلنا دوما، كأثر المشاعر علينا، وتحويلها لحياتنا إلى دراما معقدة، وما يربطنا بمن نحب؟ وما يدفعنا لترك كل شيء من أجل الذين أحببناهم، وكيف ينشأ الحنين الذى يجعلنا مهما نغيب، نعود إلى الأماكن التى أحسسنا فيها بالأمان والونس؟.
ومن قبل صدر للكاتبة لينا النابلسى: "ماما إكسبايرد" وهو كتاب ساخر، ومن بعده كتاب "تحيا جمهورية قلبي"، ورواية "قلب مستعمل"، و"كوكب شوكولاتة" و"ضحك ولعب وجد وحب".