خصصت مجلة خطابات التي تصدر عن مركز المدار المعرفي للأبحاث والدراسات بالجزائر عددها الثالث لدراسة التلاعب في الخطاب، وهى المجلة التي يرأس تحريرها الدكتورعماد عبد اللطيف، والتى أطلقت دعوة استكتاب جماعي في موضوع (التلاعب في الخطاب)، وانتدبت الدكتور محمد يطاوي من المغرب للإشراف على هذا العدد وتحريره، والدكتور محمد إسماعيل من السودان لتدقيقه.
اختيار موضوع التلاعب الخطابي انبنى على استقصاء موسع في فروع معرفية عربية عديدة، إنسانية واجتماعية، بغية التعرف على المنجز العربي المعاصر في هذا الموضوع؛ وقد قاد البحثُ هيئةَ المجلة إلى ملاحظة خلو الخزانة العربية من أي كتاب أو أي عمل جماعي يناقش قضية التلاعب، فعقدت العزم على سد هذا الفراغ بالعمل الجماعي المتعدد الاختصاصات.
ويمثِّل العدد الثالث من مجلة خطابات إضافة في مجال دراسات الخطابات لاعتبارات؛ أولها أنه يحمل في طياته أول عمل جماعي في موضوع علمي بَيْنِيٍّ غير مطروق عربيا، وثانيها أنه يوسع زاوية النظر إلى هذا الموضوع بانتخاب أبحاث من تخصصات متعددة بعد تحكيمها وتقويمها، وثالثها أنه أعد للباحثين العرب أرضية نظرية ملائمة لم تكن متوفرة من قبل، ونماذج تطبيقية يمكن البناء عليها لاستمرار البحث في موضوع التلاعب في الخطاب، ورابعها أن مهمة تحرير العدد والإشراف عليه أُوكلت إلى متخصص في المجال الأكثر عناية بالتلاعب الخِطابي، وهو التحليل النقدي للخطاب.
تنتمي المقالات المشاركة في هذا العدد الثالث إلى تخصصات مختلفة ومتجاورة هي علم اللغة النصي، والتحليل النقدي للخطاب، وبلاغة الجمهور، والنحو الوظيفي النظامي، والبلاغة العربية القديمة والمعاصرة، والأدب، وعلم النفس الإدراكي، وعلم الاجتماع، والنقد العربي القديم. ومع ذلك، يجمع بين هذه المقالات السعي إلى مساءلة الخطابات المدروسة للكشف عن استراتيجيات التلاعب اللسانية، والبلاغية، والحجاجية، والإدراكية، والسيميائية، والعُرفية، والثقافية، بالاستناد إلى أطر نظرية متنوعة.