كرمت الدكتورة أمل الصبان الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الروائى إبراهيم عبد المجيد، بمناسبة حصوله على جائزة الشيخ زايد فى الآداب، وذلك بإهدائه درع المجلس فى احتفالية كبرى أقامتها أمانة المؤتمرات بالمجلس ضمن برنامج ليالى رمضان، وتضمنت توقيع روايته "لا أحد ينام فى الإسكندرية".
شارك فى الاحتفالية الدكتور شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة الأسبق، والدكتور محمد الشحات، والدكتورة رشا صالح، والناشر محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، والكاتب الصحفى سيد محمود.
تضمنت الاحتفالية مناقشة العمل الفائز كتاب "ما وراء الكتابة.. تجربتى مع الإبداع"، وأكدت الصبان أن أهمية الاحتفاء بتكريم عبد المجيد يُعد تتويجا لرحلته الإبداعية وتكريماً لفنه وشخصه لأن الجائزة تحمل رمز العطاء والخير الشيخ زايد مؤسس دولة الإمارات.
وأكدت الدكتور أمل الصبان أن إبراهيم عبد المجيد صاحب خيال كبير وصاحب روح نبيلة والأقدر على العطاء والتواصل مع الأجيال الجديدة، وأنه مثقف موسوعى بحق، وله رصيد أدبى وروائى عظيم يتمثل نحو خمسة عشر رواية ومجموعات قصصية، بالإضافة إلى كتاباته فى الصحف اليومية، كما ترجمت له خمس روايات إلى اللغة الإنجليزية وأربعة إلى الفرنسية وغيرها إلى اللغات الأخرى.
وأكد الدكتور شاكر عبد الحميد أن إبراهيم عبد المجيد يعتبر جزءا من تاريخه الثقافى والإنسانى مستعرضاً ذكرياته التى جمعت بينهما، متحدثا عن المسيرة الإبداعية المتجددة والمتواصلة للكاتب والتى تنم عن مثابرة وإخلاص فى الكتابة القصصية والروائية فهو متميز فى فن الرواية متجليا على أنحاء شتى، ثم تناول تحليل عميق لعملية المزج بين الواقع والخيال فالواقع موجود فى كتاباته والخيال يعم حياته وعالم الخبرات الحياتية موجود بشكل غير مباشر، محللا العديد من أعمال إبراهيم عبد المجيد والأجواء الروحية لكتابة أعماله الأدبية فهو يتحلى بالصدق والشفافية التى تكون المحور الأساسى فى كثير من أعماله، وما وراء الكتابة يعتبر مدخل لشخصية المؤلف وأجواء الحياة الاجتماعية والسياسية التى أحاطت به وقت الكتابة التى امتدت رحلتها لأكثر من خمس وثلاثين عاما.
كما استعرضت الدكتورة رشا صالح، بناء الملامح الخاصة للكاتب حيث إنه أثبت من خلال إنتاجه السردى الغزير أنه يملك قدرات النساجين إلى جانب مواهب الحكائين، فأنه أدرك خلال رحلة تكوينه الثقافى والفنى التى كادت كما تشارف السبعين الفرق بين القطيعة الإيجابية والقطيعة السلبية التى يربط الكثيرون بينها وبين التجديد والتقدم، إن الاشارة إلى بعض ملامح دربة يحتاج إلى دراسات مطولة كانت وما تزال موضع اهتمام كثير من النقاد، كما أوضحت إن كثير من أسرار" ما وراء الكتابة قد نجح فى رصده من خلال كتابه الفائز بجائزة الكتاب والذى فتح بدوره أفقاً جديدة للكتابة الجيدة، مضيفا ملمحاً جديد من ملامح دربة ما فوق الصفر فى أدب إبراهيم عبد المجيد.
ومن جانبه أوضح الناشر محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، أن إبراهيم عبد المجيد صاحب الروايات الابداعية الكبيرة مثل "ثلاثية الإسكندرية، ولا أحد ينام، طيور العنبر" وغيرها من الروايات المتفردة، ويعد كتاب ما وراء الكتابة من إصدارات الدار المصرية اللبنانية، القاهرة 2014، وقد حصد إبراهيم عبد المجيد ثلاث جوائز منها جائزة الشيخ زايد عن هذا المؤلف، مؤكداًن الكاتب الذى دأب على التجديد فى كتاباته يقدم لنا فى هذا الكتاب موضوعا جديداً فى الأدب العربى ويجعلنا نعيش معه ليالى الكتابة التى أنفقها من عمره ليُمتع القراء.
وقام الدكتور محمد الشحات بالعرض التحليلى للظروف والملابسات التى شكلت أعمال إبراهيم عبد المجيد الروائية، و ما وراء الكتابة يعرض لهذه الأبعاد التى تبيّن الجذور الواقعية الأولى لهذه الأعمال الروائية، وتكشف العلاقة بين الواقع والمتخيّل، وهو شهادة إبداعية هامة، طارحا العديد من التساؤلات حول الكتاب والعلاقة الزمنية والمكانية بالإحداث التى يسردها المؤلف، مرتكزا على ثلاث ركائز وهى البحر والمدينة والاغتراب وهى مرتكزات أساسية فى الكتابة السردية وكيفية دمج المفاهيم الثلاثة، بالإضافة إلى تأثير الأحداث التاريخية من انتفاضات وحروب وثورات مر بها الكاتب ومدى تأثيرها عليه .
كما أشار سيد محمود إلى كشف ملامح الكتاب والكاتب ومصادر تكوينه ومفهوم الأماكن وكيفية تعامله مع الخلاء، مشيراً إلى الواقعية السحرية فى كتابات المؤلف والدراسات الفلسفية التى تقدم تفسير كبير لشخصياته القصصية، كما تناول الدور المهم التى لعبته السينما فى حياة إبراهيم عبد المجيد وذكرياته مع مدينة الإسكندرية التى تناولها الكاتب باستفاضة، مشيرا إلى مدى تأثير الرؤساء فى أدب الكاتب وكيفية تعامله معه الالتزام السياسى كمعّوق لتحرير كتاباته، فهو واحد من أصحاب الريادة فى العمل الأدبى الإبداعى فى سرد القصة والرواية العربية.