قالت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، خلال كلمتها فى مؤتمر مصر الدولى للترجمة، المقام ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب 2022، إن مصر دعمت الترجمة فى خطتها 2030.
وقالت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، إن الدورة الـ30 لمعرض القاهرة الدولى الكتاب 2022، هي ذورة فارقة في تاريخ المعرض يستعيد فيها موعد انعقاده المعتاد في الأسبوع الأخير من يناير كل عام، وليس هذا فحسب بل تعلن مصر بتنظيم هذه الدورة التي لا يفصلها عن الدورة السابقة سوى ستة أشهر، أن مصر قادرة على تخطي أي صعاب، وتنظيم أي فعالية دولية كبرى في موعدها، وأن الوباء لن يقعدنا عن الاحتفال والاحتفاء بالثقافة ومنتوجها عبر واحد من أقدم وأكبر معارض الكتب في العالم معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي كان وسيظل باسقا بعطاءه الثقافي في واحة الثقافة والمعرفة العربية.
وأضافت وزيرة الثقافة خلال كلمتها في افتتاح مؤتمر الترجمة عن العربية جسر الحضارة: إن مصر تحتفي بالثقافة والكتاب عبر معرض القاهرة الدولي في هذه الدورة وهي في خضم تدشين الجمهورية الجديدة القائمة على توطيد أواصر المعرفة ودعم الاهتمام بالقراءة، فمصر تؤمن إيمانا راسخا بأن المعرفة حق أصيل لكل إنسان وأن القراءة من أساسيات الحياة.
وتابعت وزيرة الثقافة: مصر التي تنفذ مبادرة للحياة الكريمة، لا تهتم فيها فقط بتوفر المسكن والملبس والمأكل بل تحرص على توفير غذاء العقل والروح وعلى تثبيت دعائم الهوية من خلال هذه المبادرة التي يتجاور فيها مساران ثقافي واجتماعي مثل ظلان لا يفترقان، لذا لم يكن غريبا علينا أن تأتي هذه الدورة لمعرض الكتاب برعاية كريمة لسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي يؤكد فيها أن مصر كما تبني المدن والعمران هي أيضا تبني الإنسان۔
وزيرة الثقافة: لا يوجد مثقف إلا ولم ينهل من معرض القاهرة للكتاب
وأضافت وزيرة الثقافة: 52 عاما مروا على الدورة الأولى لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ظل فيها المعرض صرحا ثقافيا شامخا يراه كل بعيد ويقصده كل قريب وينهل منه كل طالب للمعرفة، خمسون عاما ويزيد كانت القاهرة بمعرضها قبلة للمثقفين ومحل ترحال للباحثين عن المعرفة، خرج من رحمه الكثير والكثير وحضر فعاليته الجمع الغفير عاما بعد عام، ولا أبالغ إذا قلت أنه لا يوجد مثقف ولا باحث ولا مبدع عربي لم ينهل من بحر معرض القاهرة ويتأثر به تأثرا مباشرا، إما من كتاب اقتناه أو من عمل إبداعي صدر له بالمعرض أو ندوة أو فعالية ثقافية وفنية حضرها بالمعرض عبر سنواته الممتدة۔
وزيرة الثقافة: البرنامج المهنى هدية مصر لصناعة النشر
وأكدت الدكتورة إيناس عبد الدايم على أنه استكمالا لمسيرة معرض القاهرة الدولي للكتاب من العطاء الباسق في الحياة الثقافية العربية، تنظيم الهيئة المصرية العامة للكتاب هذا العام برنامجا مهنيا تهدف من خلاله لدفع تنمية صناعة النشر المصرية والعربية وسرعة مواكبتها للعصر، وتوفير منصة مهنية ومتخصصة للناشرين والعاملين على صناعة الكتاب ترتقي بالمنتج الثقافي العربي، وتتطور بها صناعة النشر وآلياتها، وذلك عبر سلسلة من المؤتمرات والبرامج والورش والجلسات يستضيفها المعرض ضمن البرنامج المهني المنعقد طوال فترة المعرض.
وقالت الدكتورة إيناس عبد الدايم: إن العالم يتغير والصناعات تتطور، والمعرفة أيضا صناعة تعنى بمنتوجات العقول، وكل صناعة تحتاج إلى تطور وتنمية حتى تلبي دوما احتياجات جمهورها، لذلك كان لابد للقاهرة أن يكون لها برنامجها المهني لصناع النشر، تتعلم من تجارب العالم وتعلم العالم، عبر منصة تبادلية للأخذ والعطاء والدراسة والتطبيق ليس أنسب لها من معرض القاهرة، ويأتي البرنامج المهني للمعرض هذا العام متضمنا سبعة محاور رئيسية، من ضمنها وعلى رأسها يأتي مؤتمر "الترجمة عن العربية جسر للحضارة- كتبنا تنير العالم" بمشاركة وزارتي الثقافة والهجرة ومجمع اللغة العربية بالقاهرة، ومركز أبوظبي للغة العربية ودولة اليونان ضيف الشرف، والذي يضم جلسة افتتاحية وثلاثة ورش متخصصة حول الترجمة من العربية.
إيناس عبد الدايم: حركة الترجمة شهدت نهضة كبرى فى العالم
وتابعت وزيرة الثقافة: هذا المؤتمر الذي ندشن جلسته الافتتاحية اليوم بحضوركم الكريم، معني بالترجمة لأنها جسر التواصل الإنساني، ومعبر الثقافات وناقلة المعرفة، وقد شهدت حركة الترجمة في القرن الأخير نهضة كبري في العالم وبالطبع في المنطقة العربية، نهضة نقلت للعالم العربي ثمار ومنجزات الفكر الغربي وإبداعه الأدبي، جعلتنا نتعرف عن كثب على الآخر ونقترب منه۔
وزيرة الثقافة: نحتاج وبشدة لحركة ترجمة تنقل إبداعنا للعالم
واستكملت إيناس عبد الدايم: إن ما تشهده بلادنا من نهضة ومسيرة تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية تفرض علينا سؤالا وجوابا، أما السؤال فهو ألم يحن الوقت لندع الأخر يتعرف علينا أيضا كما عرفناه؟ وأما الجواب فنعم، لقد حان الوقت وأصبحت الترجمة عن العربية في شتى مناحي المعرفة والإبداع ضرورة نهضوية وإنسانية، نحتاج وبشدة لحركة ترجمة عن العربية تنقل إبداعنا للعالم بلغات العالم لتعيد كتبنا لتنير العالم كما كانت قبل قرون۔
وأعلنت الدكتورة إيناس عبد الدايم أن المؤتمر يضم ثلاث ورش متخصصة ننتظر توصياتها ونتائجها حركة دعم الترجمة عن العربية التي وضعتها مصر في خطتها 2030 والتي يحتاج لها الآخر تماما كما نحتاجها، ولتتضافر فيها جهودنا من جهات وهيئات حكومية، ومتخصصين ومعاهد وكليات للغات، وناشرين ومترجمين، لنرسم بها مستقبلا يتناسب مع صورتنا الحقيقة التي نعيها جيدا في سماحتها ووسطيتها واحترامها للآخر، ونحتاج للآخر أن يراها كما هي في الحقيقة عبر حركة للترجمة تحمل منارات المعرفة العربية معلقة فوق كتبنا التي سننير بها العالم۔