رحل عن عالمنا صباح اليوم الأربعاء، الكاتب الصحفى الكبير ياسر رزق، إثر أزمة قلبية مفاجئة، وكان قد صدر للراحل كتاب بعنوان "سنوات الخماسين" وهى آخر إصدارته، وقد أدرجت الهيئة العامة للكتاب ندوة لمناقشة هذا الكتاب ضمن فعاليات وأنشطة معرض القاهرة للكتاب بدورته الـ 53، الذى تم افتتاحه اليوم 26 يناير ويستمر حتى 7 فبراير 2022، بمركز مصر للمعارض الدولية.
وقد تم تحديد الندوة لمناقشة كتاب "سنوات الخماسين" للكاتب الراحل ياسر رزق يوم 5 فبراير، فى تمام الساعة الثانية ظهرًا، بقاعة ضيف الشرف، وسوف يتم إقامة الندوة فى موعدها تكريما للكاتب الراحل، فهل تتحول الندوة إلى حفل تأبين يحضره المثقفون والصحفيون والشخصيات العامة؟
ويعرض الكاتب الصحفى ياسر رزق فى كتابه "سنوات الخماسين"، الذى يمثل الجزء الأول من ثلاثية عن "الجمهورية الثانية" يعكف على وضعها والانتهاء منها، لمقدمات ومجريات ثورة يناير، معتبرا أنها أسقطت "الجمهورية الأولى" التى قامت فى يونيو 1953 إثر زوال الحكم الملكى لأسرة محمد علي، ورصد وقائع مرحلة الانتقال الأولى حين تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة الدولة التى كانت تترنح فى ذلك الوقت بفعل ثورة ومتغيرات إقليمية ومخططات قوى كبرى أرادت تغيير خريطة منطقة الشرق الأوسط بحراب أبنائها.
وينتقل الكاتب - فى مؤلفه، الذى يؤكد أنه ليس محاولة لكتابة تاريخ وإنما لقراءة حاضر - من لحظة التنحى ليعرض إرهاصات الحراك الشعبى الذى دفع الرئيس الراحل حسنى مبارك إلى التخلى عن الحكم، والتى يلخصها فى تفاقم الأزمات المعيشية، ثم التزوير الكبير لإرادة الناخبين فى انتخابات مجلس الشعب عام 2010 إلى جانب رفض الشعب والمؤسسة العسكرية لمشروع توريث الحكم من الأب الرئيس إلى ابنه الأصغر جمال، والذى كان يتم الإعداد له وفق سياق ممنهج.
ويعرض الكاتب لسلسلة الأزمات والأخطاء وأعمال الغدر بالشعب التى ارتكبتها جماعة الإخوان الإرهابية والرئيس الأسبق محمد مرسي، والتى تسببت فى نقمة شعبية واسعة على الجماعة التى أرادت تغيير هوية الشعب وتقويض كيان الأمة المصرية، على نحو أدى إلى تفاقم الاحتجاجات الشعبية ضد نظام مرسى على نحو غير مسبوق، لا سيما بعد أعمال البلطجة والعنف التى نفذتها الجماعة وتسببت فى إراقة دماء المصريين فى الشارع، بعد احتجاجات مناهضة لأفعال وتصرفات الجماعة التى مثلت انقلابا على جميع التعهدات وإهدارا لاستقلال القضاء وانتهاكا للدستور وخرقا للقوانين بالتوازى مع فشل ذريع فى معالجة أبسط المشكلات والأزمات المعيشية للمصريين.
ويستعرض الكاتب - فى ربط محكم وسرد سريع للأحداث - تداعيات انسداد الأفق السياسى جراء تصرفات جماعة الإخوان وممثلها على رأس السلطة فى ذلك الوقت محمد مرسي، ورفضه التام لكافة المبادرات والمخارج التى من شأنها إيجاد حلول للأزمات الخانقة التى كانت تمر بها البلاد، على نحو أدى إلى زيادة معاناة الجماهير، لا سيما مع الفشل المتلاحق لحكومة الإخوان فى توفير أبسط مقومات الحياة، بعدم القدرة على توفير الخبز وانقطاع مياه الشرب والكهرباء وشُح الوقود.
ويلقى ياسر رزق الضوء على العديد من المواقف والمشاهد المهمة، والتى كان فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى إبان توليه منصب القائد العام للقوات المسلحة ووزارة الدفاع، يُسدى النصح الأمين على مدى 10 أشهر كاملة لرئيس البلاد فى ذلك الوقت محمد مرسي، فى سبيل نزع فتيل الأزمات وبما يُجنب مصر المشاكل والتناحر، غير أن جماعة الإخوان أصرت حينها على الدخول فى مواجهات مع السواد الأعظم من أبناء الشعب بل وإحراق مصر إذا اقتضى الأمر فى حال تمت إزاحة جماعة الإخوان السلطة.