فى مثل هذا اليوم رحل الإمام على بن أبى طالب، رضى الله عنه، بعد أن طعنه عبد الرحمن بن ملجم، وظل يعانى من الجرح ثلاثة أيام حتى رحيله في مثل هذا اليوم 27 يناير من عام 661، فما الذى كان يدور فى عقل عبد الرحمن بن ملجم عندما قرر أن يقتل الإمام على بن أبى طالب، كرم الله وجهه، فى واحدة من أكثر الليالى كارثية التى عرفها التاريخ الإسلامى.
كان الإمام على مستعدا لصلاة فجر يوم الجمعة 19 من رمضان فى سنة 40 هجرية، وكان ثلاثة من الخوارج قد اتفقوا معا على قتل كل من الإمام على ومعاوية بن أبى سفيان وعمرو بن العاص، وتكفل ابن ملجم بالإمام وتربص به حتى أصابه فى المسجد وهو داخل للصلاة إصابة قاتلة من سيف يقال بأنه مسموم، وظل الإمام يعانى من أثر الضربة ثم أسلم روح.. فما الذى فعله "ابن ملجم" فى الليلة التى سبق فيها قتله الإمام.
يقول كتاب "جامع الأسانيد" لـ ابن كثير " إنه قدم عبد الرحمن بن ملجم الكوفة فلقى أصحابه من الخوارج فكاتمهم ما يريد، وكان يزورهم ويزورونه، فزار يوما نفرا من تيم فرأى امرأة منهم يقال لها: قطام بنت شجنة بن عدى بن عامر بن عوف بن ثعلبة بن سعد بن ذهل بن تيم الرباب. وكان على قتل أبيها وأخيها يوم نهران فأعجبته فخطبها، فقالت لا أتزوجك حتى تسمى لى، فقال: لا تسألينى شيئا إلا أعطيتك إياه، فقالت ثلاثة آلاف وقتل على بن أبى طالب، فقال والله ما جاء بى إلى هذا المصر إلا قتل على ابن أبى طالب وقد أتيتك ما سألت.
ولقى عبد الرحمن بن ملجم شبيب بن بجرة الأشجعى فأعلمه ما يريد ودعاه إلى أن يكون معه فأجابه إلى ذلك، وبات عبد الرحمن بن ملجم تلك الليلة التى عزم فيها أن يقتل عليا فى صبيتها يناجى الأشعث بن قيس الكندى فى مسجده حتى كاد أن يطلع الفجر، فقال له الأشعث: فضحك الصبح فقم، فقام عبد الرحمن بن ملجم وشبيب بن بجرة فخذا أسيافهما ثم جاءا حتى جلسا مقابل السدة التى يخرج منها على.