تمر اليوم ذكرى استشهاد الإمام على ابن أبى طالب، فى شهر رمضان من سنة 40 هجرية، ويقال إنه عندما نظر المداوى إلى جرح الإمام، بعدما ضربه الخارجي عبد الرحمن بن ملجم على رأسه بالسيف، رأي الجرح غائرا فعرف أنها النهاية، فقال لعلي "اتلو وصيتك يا إمام" فقال ابن الإمام علي وصيته التى ذكرها ابن كثير فى كتابه البداية والنهاية:
نص الوصية:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أوصى به على بن أبى طالب، أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين.
أوصيك يا حسن وجميع ولدى ومن بلغه كتابى بتقوى الله ربكم ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا فإنى سمعت أبا القاسم ﷺ يقول: "إن صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام" انظروا إلى ذوى أرحامكم فصلوا ليهوِّن الله عليكم الحساب، الله الله فى الأيتام فلا تعفو أفواهم ولا يضيعن بحضرتكم، والله الله فى جيرانكم فإنهم وصية نبيكم، ما زال يوصى بهم حتى ظننا أنه سيورثهم.
والله الله فى القرآن فلا يسبقنكم إلى العمل به غيركم، والله الله فى الصلاة فإنها عمود دينكم، والله الله فى بيت ربكم فلا يخلون منكم ما بقيتم فإنه إن ترك لم تناظروا، والله الله فى شهر رمضان فإن صيامه جنة من النار.
والله الله فى الجهاد فى سبيل الله بأموالكم وأنفسكم، والله الله فى الزكاة فإنها تطفئ غضب الرب، والله الله فى ذمة نبيكم لا تظلمن بين ظهرانيكم.
والله الله فى أصحاب نبيكم فإن رسول الله ﷺ أوصى بهم، والله الله فى الفقراء والمساكين فأشركوهم فى معاشكم، والله الله فيما ملكت أيمانكم فإن آخر ما تكلم به رسول الله ﷺ أن قال: " أوصيكم بالضعيفين نسائكم وما ملكت أيمانكم"
الصلاة الصلاة لا تخافن فى الله لومة لائم يكفكم من أرادكم وبغى عليكم، وقولوا للناس حسنا كما أمركم الله.
ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، فيولى الأمر شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم، وعليكم بالتواصل والتباذل، وإياكم والتدابر والتقاطع والتفرق، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الآثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب.
حفظكم الله من أهل بيت، وحفظ عليكم نبيكم، أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله.
ثم لم ينطق إلا بلا إله إلا الله حتى قبض، فى شهر رمضان سنة أربعين.