صدرت حديثًا ترجمة جديدة لرواية رائعة تشارلز ديكنز ديفيد كوبرفيلد وهي ترجمة عربية كاملة أطلقتها دار آفاق في ثلاثة أجزاء بترجمة زينب محمد عبد الحميد، التي كتبت في مقدمتها تقول:
"لا أخفي على القارئ أنني أمام أصعب ما واجهته في هذا العمل، إذ أفارقه بعد عام وأربعة أشهر من المعايشة لا الترجمة، كما أن دربًا من الجنون قد يدفعني إلى كتابة مقدمة لعمل مثل الذي بين أيدينا، إذ أدرك استحالة أن أختزل هذا العمل بما فيه من زخم وإبداع في سطور تقتضب الحكاية، كما أن ما سبقني من دراسات ومقالات عن هذا العمل يجعلني عاجزة عن الإشارة إلى عالم ديكنز الممتد من الطفولة إلى النضج في سطور قلائل.
وهذه الرواية على انتشارها، لم تحظ بعدد من الترجمات الكاملة لها، بل شاعت لها إصدارات مختصرة وهي على جودتها وأهميتها للنشئ، قد اختزلت عالم ديكنز الرحب وقمعت شخصياته لصالح ما يسلط الضوء على الحكاية لا عالم الحكاية وشخصياته فانتقصت من أدبيته."
تشارلز ديكنز كاتب وروائي إنجليزي من أشهر أدباء العصر الفكتوري، لم تزل أعماله تطبع إلى الآن وقد حازت انتشارا عالميًا واسعا بما لديه من مقدرة على استيعاب عالمه الأدبي والقدرة على بث أفكاره خلال سطوره. امتازت أعماله بالانحياز للمهمشين وبرع في التعبير عن مراحل عمرية متباينة من الطفولة حتى الشيخوخة وتعد "ديفيد كوبرفيلد" خير دليل على هذه المقدرة.