يعتبر عبد الرحمن بدوى، الذى تحل اليوم ذكرى ميلاده، حيث ولد فى 4 فبراير من عام 1917 أحد أبرز أساتذة الفلسفة العرب فى القرن العشرين وأغزرهم إنتاجا، إذ شملت أعماله أكثر من 150 كتابا تتوزع ما بين تحقيق وترجمة وتأليف، ويعتبره بعض المهتمين بالفلسفة من العرب أول فيلسوف وجودى مصرى، وذلك لشدة تأثره ببعض الوجوديين الأوروبيين وعلى رأسهم الفيلسوف الألماني مارتن هايدجر.
بعد إنهائه الدراسة الجامعية عُين في الجامعة كمعيد لينهي بعد ذلك دراسة الماجستير عام 1941 وقد تحدث بدوي في مذكراته المعنونة بـ"سيرة حياتي" عن الظروف التى أحاطت بمناقشة رسالته للماجستير، والتى كان عنوانها "مشكلة الموت فى الفلسفة الوجودية" ثم عدلها إلى "مشكلة الموت في الفلسفة المعاصرة" باقتراح من الفيلسوف الفرنسي الكبير أندريه لالاند، والتي كان من المقرر أن يشرف عليها إلا أن لالاند في عام 1940 قد ترك مصر قبل أن يتمكن عبد الرحمن بدوي من إتمام رسالته، وذلك بسبب نشوب الحرب العالمية الثانية وكان لالاند يفضل أن يبقى في وطنه الأم فرنسا، فأشرف نيابة عنه الفيلسوف الفرنسي ألكسندر كويري.
وفي عام 1944 حصل على شهادة الدكتوراة من جامعة القاهرة، والتي كانت تسمى جامعة الملك فؤاد الأول في ذلك الوقت، وكان عنوان الرسالة : "الزمان الوجودي" وكانت بإشراف كل من الشيخ مصطفى عبدالرازق، و طه حسين، وباول كراوس.
وقد علق عليها طه حسين أثناء مناقشته لها في 29 مايو 1944 قائلا: "لأول مرة نشاهد فيلسوفاً مصرياً" وناقش بها بدوي مشكلة الموت في الفلسفة الوجودية والزمان الوجودي، وكان بدوي يجيد اللغات: الفرنسية والألمانية والإيطالية والأسبانية واليونانية واللاتينية والإنجليزية والفارسية بالإضافة إلى اللغة العربية وفقا لما ورد فى كتاب عبد الرحمن بدوي ومذهبه الفلسفي ومنهجه في دراسة المذاهب.
صدر له ما يقرب من 200 كتاب حسب محمود أمين العالم بينما قال أحد ناشريه إن كتبه التي نشرها تجاوزت 150 كتابا منذ كتابه الأول عن نيتشه الذي صدر عام 1939 منها أعمال منشورة بالفرنسية، الإسبانية، الألمانية، الإنجليزية فضلا عن العربية.