تحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتب الراحل سلامة موسى الذى ولد فى 4 فبراير من عام 1887 وكان رائدا للاشتراكية المصرية ومن أول المروجين لأفكارها وقد ولد في قرية بهنباي قرب الزقازيق لأبوين قبطيين وعرف عنه اهتمامه الواسع بالثقافة، واقتناعه الراسخ بالفكر كضامن للتقدم والرخاء.
انتمى سلامة موسى لمجموعة من المثقفين المصريين، منهم أحمد لطفي السيد، الذين نادوا بتبسيط اللغة العربية وقواعد نحوها والاعتراف بالعامية المصرية، وكانت حجتهم أن اللغة العربية لم تتغير لأجيال، وأن معظم المصريين أميون، مما دعا موسى وآخرين للمطالبة بالكتابة بالعامية.
تتلمذ على يديه نجيب محفوظ كما كان له دور كبير فى نشر أولى رواياته عبث الأقدار إذ اعتبره صاحب نوبل معلما أمينا فأوكل إليه قراءة مخطوطات رواياته الأولى.
سافر سلامة موسى فى سن التاسعة عشرة إلى أوروبا وكان آنذاك في التاسعة عشرة من عمره وقد كان لذلك القرار أثر هام في تكوين وعيه وفكره فسافر إلى فرنسا حيث قضى فيها 3 سنوات من حياته تعرّف من خلاله على الفكر والفلسفة الغربيين وقرأ العديد من المؤلفات فتعرف على فولتير وتأثر بأفكاره كما قرأ لكارل ماركس ومؤلفات لاشتراكيين آخرين كما أنه اطلع هناك على ما توصلت إليه علوم المصريات.
بعد أن عاد إلى مصر من باريس أصدر كتابه مقدمة السوبر مان سنة 1910، الذي تضمن بدايات لأفكاره التي تطورت بعد ذلك والتي ركزت على ضرورة الانتماء الكامل للغرب وقطع أي صلة تربط مصر بالشرق، وتضمن نقدا للفكر الديني والإيمان الغيبي، إذ أورد فصلا في هذا الكتاب تحت عنوان "نشوء فكرة الله" متأثرا بأفكار الكاتب الإنجليزي جرانت ألين ينطلق من أساس مادي لفهم الكون.
بعد عودته إلى مصر من إنجلترا أصدر أول كتاب باللغة العربية عن الاشتراكية فى الشرق الأوسط سنة 1912، كما أصدر هو وشبلى شميل صحيفة أسبوعية اسمها المستقبل سنة 1914 لكنها أغلقت بعد ستة عشر عددا، كما ساهم هو والمؤرخ محمد عبد الله عنان في تأسيس الحزب الاشتراكى المصرى عام 1921 ولكنه انسحب منه رافضا الخضوع لأية قيود تنظيمية وذلك إثر خلافات كانت قد أثارتها نقده لثورة أكتوبر، فاعتزل الحياة السياسية، واكتفى بالنشاط الفكري، حيث رأس مجلة الهلال عام 1923 لمدة ست سنوات.
فى سنة 1930 أسس المجمع المصري للثقافة العلمية، وأصدر مجلة أسماها المجلة الجديدة وكان يهدف من خلالها إلى تغليب الاتجاهات العلمية على الثقافة المكتوبة بالعربية، لكن حكومة صدقى باشا أغلقت المجمع، فقام سلامة بتكوين جمعية المصرى للمصرى وتبنت هذه الجمعية مقاطعة البضائع الإنجليزية، مستلهمة في ذلك تجربة الزعيم الهندى غاندى.
ويمكن تلخيص فكر سلامة موسى بثلاثة توجهات أولا العقلانية والتحديث والتمثل بالغرب ثانيا إيمانه بالاشتراكية كسبيل لتحقيق العدالة الاجتماعية وثالثا البحث عن أصول الشخصية المصرية فى جذورها الفرعونية، ويضاف إليها المطالبة بديموقراطية ليبرالية والعلمنة وتحرير المرأة.