كانت الإمبراطورية الرومانية واحدة من أعظم الأمبراطوريات التي شهدها التاريخ، فقد امتدت قوتها من ضفاف البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأيرلندي، وفقًا للأساطير الرومانية القديمة أسس رومولوس وريموس الإمبراطورية في 753 قبل الميلاد.
ما هو مؤكد هو أن العديد من الأباطرة قادوا الإمبراطورية خلال فترة حكمها التي استمرت 1000 عام ولكل منهم وجهات نظر وفلسفات سياسية مختلفة، والذين أخذوا الإمبراطورية في حروب ومعارك مختلفة.
بحلول عام 338 قبل الميلاد، سيطرت الإمبراطورية الوليدة على شبه الجزيرة الإيطالية بأكملها، وكانت الدولة قبل ذلك تحت رئاسة الإتروسكان إلى حد كبير،سرعان ما جاءت الحروب البونيقية التي استمرت لما يقرب من 100 عام بين 264 و 146 قبل الميلاد، وقعت ثلاثة من هذه الحروب مع مواجهة روما لقرطاج وهي مدينة قديمة تقع في تونس الحديثة أسسها الفينيقيون.
خلال الحرب قاد حنبعل أعظم مقاتلي قرطاج هجومًا على ساجونتوم وهي مدينة مستقلة متحالفة مع روما، في 219 قبل الميلاد، وبعد الاستيلاء عليها سار بجيشه عبر جبال البيرينيه وجبال الألب ووسط إيطاليا فى ما سيذكر كواحدة من أشهر الحملات العسكرية في التاريخ واستمر في الفوز بسلسلة من الانتصارات التي منحته ولقرطاج سيطرة كبيرة فوق المنطقة.
ما أعقب ذلك كان معركة عابرة للقارات بين قرطاج وروما، حيث قاتلت الأخيرة بشكل يائس لحماية مدينتها، وسرعان ما وضع الرومان خطة لمهاجمة قاعدة القوة الرئيسية فى قرطاج، إسبانيا، وفعلوا ذلك في 210 قبل الميلاد، تم العثور على بعض بقايا هذا الاشتباك الدموي واستكشافها من قبل بيتاني هيوز خلال الفيلم الوثائقي لقناة سميثسونيان "ثمانية أيام بنت روما".
بالنظر إلى سكيبيو أفريكانوس وهو جنرال روماني خلال المعارك بين بلاده وقرطاج، لاحظت هيوز كيف استولى على القوات والأقاليم والرعايا القرطاجيين "بمكر ووحشية صريحين من شأنها أن تصبح سمة مميزة للحرب الرومانية"، واكتشف الباحثون أثناء التنقيب في موقع في مدينة إليتورجيس القديمة بالأندلس ، بجنوب إسبانيا ، بعض بقايا هجوم سكيبيو على قرطاج عام 206 قبل الميلاد.
ووجدت مجموعة من علماء الآثار الأسبان بقيادة خوان بيدرو بيلين أدلة جديدة تربط سكيبيو بعمليات "إبادة جماعية" ضد السكان المدنيين في المدينة، وقال بيلين: "تم القضاء على السكان إلى حد كبير ربما تم القضاء على 80 إلى 90 % من السكان".