صدرت حديثا عن دارالتنوير طبعة جديدة من رواية "الأبله" للكاتب فيودور دويستوفسكى بترجمة الراحل سامى الدروبى، والتى تعتبر واحدة من أكثر النماذج تعبيراً عن قدرة دوستويفسكى على النظر فى دواخل النفس الإنسانية.
تعتبر رواية "الأبله" واحدة من روايات دوستويفسكى التى لاقت شهرة واسعة، كما لاقت إقبالًا لا يزال مستمرًا بحيث تتكرر طبعاتها بكل لغات العالم.
فى الرواية "الأبله" هو أمير، من سلالة أمراء معروفة فى تاريخ روسيا، لكن شخصيته ومسار حياته لا يشبهان أبداً أولئك الأمراء الذين يأمرون فيُطاعون، بل هو شخص طيب بسيط، يمكن استدرار عاطفته والتأثير عليه بمجرد إبداء الرقة أو التعبير عن الحاجة او الحزن أو الأسى ولذلك يبدو "أبلها" في نظر المجتمع.
"لماذا تخلق الطبيعة أفضل الناس لتسخر منهم بعد ذلك؟"
"أنا لم أفسد أحداً. لقد أردت أن أحيا لسعادة الناس جميعهم.. لاكتشاف الحقيقة ونشرها".
"ماذا كانت النتيجة؟ لا شيء! كانت النتيجة أنكم تحتقرونني، هذا دليل على أنني أحمق"
بهذه العبارات يتحدّث الأمير ميشكين عن نفسه، تلك النفس التي تبدو ضعيفة أما جبروت البشر، بلهاء أمام المكر، بسيطة أمام التفاخر، غيبة أمام الرياء، هشة أمام الظلم، ورائعة وقوية وقادرة إزاء مشاعر الخير والحب والصداقة.