تمر اليوم الذكرى الـ764 على سقوط بغداد فى أيدى المغول، وانتهاء الخلافة العباسية، على يد المغول بقيادة هولاكو خان، 10 فبراير 1258م، بعد أن حاصرها 12 يوما، فدمرها وأباد معظم سكانها.
واجتاح المغول بغداد بتكليف من منكو خان الذي طلب من أخيه هولاكو استكمال فتوحات المغول في جنوب غرب آسيا التي كان قد بدأها جدهما جنكيز خان، وهو ما قام به هولاكو، حيث تمكن جيشه من اقتحام بغداد بعد أن حاصرها 12 يومًا، فدمَّرها وأباد مُعظم سُكَّانها.
وكان المغول قبل اكتساحهم بغداد قد أسقطوا الدولة الخوارزمية التي شكلت خط الدفاع الإسلامي الأول ضد الهجمات المغولية، وتمكنوا من إبادة بعض الجماعات التي عجز عنها المسلمين وشكلت مصدر إزعاج لهم طيلة سنوات، مثل الحشاشين الذين هدموا معقلهم فى آلموت بِإقليم جيلان شمال فارس، وبسُقوط الدولة الخوارزمية زال من أمام المغول الحاجز الذى يحول دون تقدمهم غربًا عبر فارس وصولًا إلى العراق.
وأرسل هولاكو إلى الخليفة العباسي أبو أحمد عبد الله المستعصم بالله يطلب إليه أن يهدم حصون بغداد ويطمر الخنادق المحفورة حولها كونه لم يرسل إليه عسكرًا ليساعدوه في حصار آلموت رُغم أنَه أظهر الطاعة والخضوع لسلطة المغول، وحاول الخليفة استرضاء هُولاكو وبعث إليه بِرسالة يستلطفه وأرفقها بالهدايا، لكن جواب هُولاكو كان عبارة عن التهديد والوعيد باجتياح الممالك العباسية وإفنائها عن بُكرة أبيها.
وشكل اجتياح المغول لِبغداد ودكِهم معالم الحضارة والعُمران فيها وقتلهم أهلها كارثةً كبرى للمُسلمين، بل كارثة الكوارث في زمانها، إذ احترقت الكثير من المُؤلَّفات القيمة والنفيسة في مُختلف المجالات العلميَّة والفلسفيَّة والأدبية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، بعد أن أضرم المغول النار في بيت الحكمة، وهي إحدى أعظم مكتبات العالم القديم آنذاك، وألقوا بالكتب في نهري دجلة والفُرات، كما فتكوا بالكثير من أهل العلم والثقافة، ونقلوا آخرين معهم إلى إلخانيَّة فارس، ودمَّروا الكثير من المعالم العُمرانية من مساجد وقصور وحدائق ومدارس ومستشفيات، ومن نجا من الأهالي من المذبحة أُصيب بالأمراض التي انتشرت في الجو نتيجة كثرة القتلى، وبعض هُؤلاء مات أيضًا، نتيجةً لِذلك، عد الكثير من المؤرخين المُسلمين والغربيين سُقوط بغداد نهاية العصر الذهبي للإسلام.