على الرغم من النجاح الذى حققته قصيدة النثر، لا تزال الحروب مستمرة بين الشعراء، في ظل تأكيدات فصيل كبير منهم أنها لا تنتمي إلى الشعر، بينما يتمسك كاتبوها بأنها نوع أدبي بامتياز، العديد من النقاد والشعراء، كتبوا عن قصيدة فى محاولة للتقرب إلى إحدى الجانبين، ومنهم الشاعر الراحل شريف رزق فى كتابه الأخير "شعر النثر العربى فى القرن العشرين".
من مقدمة الكتاب، يقول «رزق»: «يعد القرن العشرين هو قرن الأنواع الأدبية بامتياز، فيه تأسست القصة القصيرة والرواية والمسرحية «النثرية والشعرية» والشعر المرسل، وشعر التفعيلة، وشعر النثر، وقد أثار هذا النوع الشعري الأخير ولا يزال جدلا واسعا، لاصطدامه بقناعات ظلت محل إجماع غير أنه في النهاية حسم معركته، وتأسس شكلا شعريا مفتوحاً وحراً، وشرعت تكتسب مساحات واسعة في المشهد الشعري حتى أ شعرية قصيدة النثر بدأت تتسرب إلى نصوص عديدة في السرد القصصي».
يعتمد الكتاب فكرة النوع أو الشكل الأدبى، ذلك الذى ميّز ورسم الكتابة في القرن العشرين، ويبدأ رزق بحثه بداية من الخروج على القصيدة العربية الكلاسيكية، ومفهوم الشعر العربي القديم، ثم انتقالا آخر على يد شعراء السريالية المصرية أواخر الثلاثينيات وبداية الأربعينيات، ثم كان العثور على مصطلح «قصيدة النثر» من خلال مجلة «شعر» اللبنانية، عبر الإطلاع على كتاب سوزان برنار، فشعر النثر العربي حلقة متصلة، رغم خصوصية وظروف كل مرحلة من مراحله، إضافة إلى اتصال كل منها بالشعرية الغربية المعاصرة لها. جاء الكتاب في 399 صفحة، يحوي مقدمة وخاتمة وأربعة فصول هي، «النثر الشعري، الشعر المنثور، ولادة القصيدة المنثورة، والمفاهيم النظرية للأنواع الشعرية في شعر النثر».
ويشير الكتاب إلي أنه تم العثور علي مصطلح قصيدة النثر تحت مظلة مجلة “شعر” اللبنانية عبر الإطلاع علي كتاب سوزان برناد حدثاً مهماً في الإعلان عن مرحلة جديدة لشعر النثر العربي تماست فيها شعرية قصيدة النثر العربية بمثيلتها في الشعرية الفرنسية.
كما تبني بعض شعرائها شكل الشعر الحر بمفهومه الأنجلوسكسوني. وقد حاول شعراء هذه المجموعة إقامة حاجز بين ما أصبحوا ينجزونه وما كان ينجز منذ بدايات القرن.
ومنذ هذه المرحلة أصبح مصطلح قصيدة النثر يضم تحت رايته أجناس شعر نثرية عديدة وأصبح المصطلح دالاً علي كل شعر النثر بما فيه ما أنجز في شكل شعر النثر ولكنه يفتقد جوهر الشعر والقدرة علي بناء خطاب شعري خاص.