تمر اليوم الذكرى الـ132 على ميلاد الأديب الروسى الشهير بوريس باسترناك، إذ ولد فى 10 فبراير عام 1890، وهو كاتب وشاعر روسى، عرف في الغرب بروايته المؤثرة عن الاتحاد السوفيتى الدكتور زيفاجو، لكن يشتهر فى بلاده كشاعر مرموق، مجموعته حياتى الشقيقة تعد من أهم المجموعات الشعرية التي كتبت بالروسية في كل القرن العشرين.
ولعل أشهر روايات "باسترناك" على الإطلاق هى روايته "دكتور زيفاجو" الذى نشرها عام 1954 أو 1953م، وهناك مصادر تقول إن باسترناك وضع عنواناً آخر للرواية غير «دكتور زيفاجو» هو «الصبية والفتيات»، وأياً كانت ظروف كتابة هذه الرواية ودوافعها، وتقاطع الحب والسياسة فيها، فهي من أكثر روايات العالم إثارة للجدل؛ بل مرة ثانية قد رُويت حولها كثير من الروايات التي يحضر فيها الصراع العلني بين المخابرات الأمريكية (سي آي إي) والمخابرات السوفييتية آنذاك (كي جي بي)، وهناك من يقول إن المخابرات الأمريكية وراء نشر وترجمة الرواية إلى أكثر من عشرين لغة عالمية.
نشرت رواية «دكتور زيفاجو» في روما عن طريق ناشر إيطالي، ولم يقبل الناشرون الروس نشرها في موسكو؛ لأنهم رأوا فيها موقفاً أيديولوجياً مناهضاً للثورة الروسية ما يضع باسترناك، بالضرورة، في موقع المعارض أو حتى المنشق، أو هكذا أراد بعض الكتاب الروس موضعة «زميلهم» الذي كان يحبه ستالين إلى درجة أنه أنقذه من الاعتقال والنفي، وذلك عندما شطب اسمه من قائمة مطلوبين سياسيين قدّمت إليه، فما كان من ستالين إلا أن قال عبارة شعرية مستوحاة من روح باسترناك هي: «لا تلمسوا ساكن الغيوم هذا».
كانت رواية «دكتور زيفاجو» سبباً في منح باسترناك جائزة «نوبل» للأدب عام 1958؛ أي بعد صدور الرواية في روما بعام واحد، غير أن جهاز المخابرات الروسية (كي جي بي) يضغط على باسترناك ويدفعه إلى رفض الجائزة في نوع من الرد على الدوائر السياسية والإعلامية في أمريكا وأوروبا، وإحباط تصوير باسترناك على أنه «بطل» معارض للثورة الروسية، ولكن بصناعة أمريكية.