تمر اليوم الذكرى الـ102، على ميلاد الملك فاروق، آخر ملوك مصر من الأسرة العلوية، إذ ولد فى 11 فبراير عام 1920، واستمر حكمه مدة ستة عشر عامًا إلى أن أطاح به تنظيم الضباط الأحرار فى ثورة 23 يوليو وأجبره على التنازل عن العرش لابنه الطفل أحمد فؤاد.
وفى 11 فبراير عام 1920 صدر بلاغ سلطاني يعلن فيه مجلس الوزراء عن ميلاد الأمير فاروق في قصر عابدين، فأطلقت 21 طلقة ابتهاجًا بقدوم الأمير الجديد، ومنح الموظفين إجازة، ووزعت الصدقات على فقراء المصريين، وأعفى عن عدد من المسجونين.
فاروق الابن لأكبر لوالديه الملك فؤاد الأول والملكة نازلي وله 4 شقيقات وهن: الأميرة فوزية بنت فؤاد الأول، الأميرة فايزة بنت فؤاد الأول، الأميرة فائقة بنت فؤاد الأول، الأميرة فتحية بنت فؤاد الأول.
اهتم الملك فؤاد بتربية ابنه الملك فاروق بدرجة مبالغ فيها من الحرص فقد جعله محاصرا بدائرة ضيقة من المتعاملين معه، وكانت تلك الدائرة هي أمه وأخواته الأميرات بالإضافة إلى المربية الإنجليزية "مس إيناتايلور" وكانت هذه المربية صارمة جدا مع الملك فاروق في التعامل وكانت متسلطة لدرجة أنها تعترض على تعليمات والدة الملك فاروق الملكة نازلي فيما يختص بتربية فاروق.
أطلق الملك فؤاد لقب "أمير الصعيد" في 12ديسمبر 1933م على الملك فاروق وأصبح وليا للعهد وهو ما زال صغير السن لذا كان الملك فؤاد ينتهز أية فرصة ليقدم الأمير الصغير إلى الشعب الذي سيكون ملكا عليهم، ولذلك كان يصطحبه معه في عدة مناسبات كان أولها حفل المرشدات في النادي الأهلي وذلك في 7 أبريل 1932م وكان عمر الملك فاروق 12 عاما فقط، بل والأكثر من ذلك أنه أناب الأمير الصغير في حضور حفلة رسمية في سلاح الطيران البريطاني في 23 فبراير 1934م وقد أبلى الملك فاروق بلاء حسنا في كافة المناسبات التي حضرها.
أصبح فاروق وليا للعهد وهو صغير السن، وأطلق عليه الملك فؤاد لقب "أمير الصعيد" في 12 ديسمبر 1933، ولم يكن لفاروق في تلك المرحلة أية صداقات من أولاد الأمراء أو الباشوات، مما أعطى الفرصة لبعض المقيمين فى القصر للتقرب من الأمير الصغير، وكانوا لا يرفضون له طلبا، بالإضافة إلى أنهم كانوا يفسدون ما تقوم به المربية الإنجليزية وما تصدره من تعليمات وتوجيهات تتعلق بالأمير الصغير.
تولى عرش مصر خلفاً لأبيه فؤاد، وكان فى السادسة عشرة من العمر، كان ذلك فى 28 أبريل 1936م، فتم تشكيل مجلس وصاية مؤلف من ابن عمه الأمير محمد على، وظلت الوصاية قائمة لمدة عام وثلاثة أشهر إلى أن بلغ سن الرشد وفق الحساب الهجرى، فتوج رسمياً فى 29 يوليو 1937م، استمر فاروق على عرش مصر لمدة 16 سنة، وبعد خلعه أقام فى منفاه بإيطاليا متنقلاً أيضاً بين سويسرا وفرنسا.