تمر اليوم ذكرى بريتانيكوس، وريث عرش الإمبراطورية الرومانية، حيث مات الأمير الطفل حينها، إذ كان يبلع من العمر وقتها 15 عامًا، فى روما فى ظروف غامضة، مخليًا الجو لتولى نيرون عرش الإمبراطورية، وتظل هذه الحادثة رغم مرور آلاف السنين عليها، إلا أنها من أكثر الحوادث غموضا، ولا أحد يعرف تفاصيل الجريمة.
لكن على رغم من شهرة نيرون الدموية كقاتل لوالدته ومتهم بقتل "بريتانيكوس" الصغير، واتهامه بحرق روما، إلا أن وجها آخر يذكره بعض المؤرخين، وعلى الرغم من الحكايات الشائعة عن قسوة نيرون، التى يتفق عليها المؤرخون، فإن إمبراطور روما كان رحيماً فى بدايات عهده، على ما يبدو، وهناك عديد من الأدلة التاريخية التى توضح الدعم الشعبى الذى حظى به نيرون حتى بعد وفاته بفترة طويلة.
كان نيرون شغوفاً بالموسيقى والفنون، كما اهتم بالأعمال الخيرية، بحسب ما أورده عديد من المؤرخين، فقد كتب سويتونيوس، أحد المؤرخين المهمين فى القرن الثانى الميلادى، عن نيرون: "لم يفوت أى فرصة لأعمال الكرم والرحمة، أو حتى لإظهار مدى دماثة خلقه".
وبحسب بعض المؤرخين، ففى عام 66م، بدأ نيرون، المحب للثقافة اليونانية، رحلته إلى اليونان، التى كانت تحت السيطرة الرومانية منذ نحو قرنين من الزمان فى ذلك الوقت.
وقد شارك الإمبراطور بنفسه فى عديد من المهرجانات اليونانية، حيث حصل على ألف و808 جوائز أولى عن عروضه الفنية، ووافق اليونانيون أيضاً على تأجيل الألعاب الأولمبية عاماً واحداً، حتى يتمكن نيرون من المنافسة فيها.
كما أضافوا إلى المسابقات الرياضية مسابقات فنية للمرة الأولى، شملت الغناء والتمثيل، وذلك من أجل نيرون، ويشير المؤرخون إلى أن نيرون كان سعيداً جداً برحلته إلى اليونان، لدرجة أنه كافأ الإغريق بإعطائهم "حريتهم"، التى تتمثل بإعفائهم بشكل تام من الضرائب.