تمر اليوم الذكرى الـ213 على ميلاد العالم البريطانى تشارلز داروين، حيث ولد فى 12 فبراير عام 1809، وهو عالِم تاريخ طَبيعي وجيولوجي بريطاني، اكتسب داروين شهرته كمؤسس لنظرية التطور والتي تنص على أن كل الكائنات الحَية على مر الزَمان تنحدر من أسلاف مشتركة، وقام باقتراح نَظرية تتضَمن أن هذه الأنماط المتفرعة من عملية التطور ناتِجة لعملية وصفها بالاصطفاء (الانتخاب) الطبيعي.
نظرية التطور للعالم البريطاني تشارلز داروين هي أحد أهم نظريات العصر الحديث وأكثرها جدلية وجاذبية، حيث قدم لتغير الأنواع تدريجيا عبر ما يسمى بالانتقاء الطبيعي، كما في كتابه "أصل الأنواع" الذي صدر عام 1859 أوضح داروين أن التطور أدى إلى ظهور أنواع مختلفة من أصل واحد.
لكن "الانتقاء الطبيعي" كتبه عالم مسلم قبل ذلك بكثير، وتحديدًا قبل داروين بنحو ألف عام!، في العام 776 ميلادية كان الوقت الذي زاد فيه نفوذ المعتزلة، الذين كانوا ينادون بإعمال العقل وتشجيع الفكر الإنساني. في ذروة العصر العباسي، شهدت حركة الترجمة لكبار الأعمال في الفكر والفلسفة والعلوم من اليونانية إلى العربية، وكان العراق، وفي البصرة نقاشات وسجالات فكرية قوية عن العلوم والفلسفة.
ووفقًا للكاتب ناصر الصرامى فى مقال سابق عن "نظرية التطور" فإن أبو عثمان الجاحظ، ألف، كتابه "الحيوان" عن كيفية تغير الحيوان عبر ما سماه أيضا بالانتقاء الطبيعي، مما ساهم في تشكيل فكر الجاحظ وساعده على صياغة أفكاره. فيما تعددت اهتمامات الجاحظ بين الكثير من القضايا، وكان من بينها العلوم والجغرافيا والفلسفة والنحو والأدب. ويعتقد أن الجاحظ ألف نحو مائتي كتاب، لم يبق منها لعصرنا الحالي إلا نحو ثلثها.
يعد كتاب الحيوان للجاحظ كتابا موسوعيًّا يقدم معلومات موسعة عن 350 حيوانًا، ويقدم فيه الجاحظ أفكارًا تحمل تشابهًا كبيرًا لنظرية داروين للتطور.
ويقول الجاحظ في كتابه إن الحيوانات تشتبك في صراع على البقاء والموارد حتى تتكاثر وحتى لا تفترسها حيوانات أخرى. ويرى أن عوامل بيئية تساعد الكائنات على تطوير سمات جديدة لضمان البقاء، وبهذا تتحول إلى أنواع أخرى، ويرى الجاحظ في كتابه الحيوان أيضًا أن الحيوانات التي تبقى وتنقل صفاتها وسماتها الناجحة إلى ذريتها.