تمر اليوم الذكرى الـ80، على قرار الزعيم النازي أدولف هتلر بالتراجع عن فكرة غزو بريطانيا والمعروفة باسم "أسد البحر" أثناء الحرب العالمية الثانية، بسبب الصعوبات التي واجهت القوات الألمانية وضعف التمويل، إلا أن هناك من يرى أن هتلر لم يكن جادا في خطوته، وإنه كانت مجرد خطة دعائية هدفها استعراض قوته على الجانب البريطاني.
وضعت ألمانيا خططاً لقواتها الجوية للمشاركة في الحرب العالمية الثانية، وكان لتلك القوات هدفين؛ الهدف الأول سحب القوات الجوية البريطانية للمشاركة في الحرب وتحقيق الانتصار عليها، أما الهدف الثاني فكان فتح الطريق لعمليات الغزو البرمائي، تمكنت بريطانيا خلال تلك الحرب العمل على تحسين أوضاعها العسكرية واستخدام أسلحة عسكرية جديدة للمشاركة في الحرب بدل الأسلحة القديمة.
لم تكن إنجلترا خائفة من القوات البحرية الألمانية، بحجم ما هي متخوفة من الأسطول الفرنسي والذي كان يُعرف عنه بأنّه وأحدث وأكبر الأساطيل البحرية، لم تتمكن ألمانيا من تنفيذ عملياتها البرية والبحرية؛ وذلك لافتقارها إلى التدريب ووجود المعدات العسكرية الكافية لتنفيذ الهجوم، لذلك قررت ألمانيا العمل على بناء سفن كبيرة لخوض الحرب، لكن لم يكن لديها الوقت الكافي لإتمام عملية البناء، لذلك اضطرت إلى استخدام القوارب واستعانت بهولندا وبلجيكا وفرنسا.
بحسب كتاب "تاريخ العالم المعاصر" تأليف محمد حمزة حسين الدليمي، لبنى رياض عبد المجيد الرفاعي، فإن عملية أسد البحر تتخلص في عملية أنزال على جبهة واسعة تمتد من مضيق دوفر في الشرق وحتى النهاية الجنوبية للجزيرة البريطانية في الغرب، ثم احتلال لندن، لفت المؤلفون إلى أن تلك الخطة كانت موضع شك العديد من الباحثين، فقد قبل أن هتلر نفسه إدرك صعوبة تنفيذ الخطة، وهذا ما حمل البعض إلى الاعتقاد بأن الخطة كانت نظرية منها عملية وإن هتلر توخى أغراضا دعائية واستدلوا على ذلك بأن هتلر لو كان قد عقد العزم على غزو بريطانيا بالفعل، لما سمح للقوات البريطانية وحلفائها الذين كانوا محاصرين في دانكرك بالجلاء إلى بريطانيا.
بينما يرى آخرون أن إعلان عملية أسد البحر، كان مجرد خطة من هتلر يخفى بها هدفه الأساسى في تلك الفترة وهو غزو الاتحاد السوفيتى، وهو ما يعتبره المؤرخون "غلطة عمره"، لاستبداله "أسد البحر" بعملية "برباروسا" لغزو روسيا، وهو ما افقدته الكثير من قواته في المعركة الكبرى، وأيضا أخرجت الزعيم السوفيتى سالتين من سياسة الصبر التي كان يلتزم بها طيلة أحداث الحرب العالمية الثانية في بداياته حتى أجبره هتلر على الدخول فيها والدفاع عن نفسه.