تمر اليوم الذكرى الـ539 على ميلاد ظهير الدين بابر، مؤسس سلطنة مغول الهند، وذلك فى 14 فبراير عام 1483، وهو السلطان ظهير الدين محمد بابر بادشاه غازى بن عمر شيخ بن أبى سعيد بن محمد بن ميران شاه بن تيمور الكوركاني، ولد عام 1433 م، فى مدينة أنديجان، هو الحفيد الرابع لتيمورلنك (مؤسس السلالة التيمورية فى وسط آسيا وأول حكام العائلة التيمورية الحاكمة) وقد أطلق عليه الولى منير مرغيانى اسم "ظهير الدين محمد"، لكن هذا الاسم كان صعب النطق على عشيرته من الأتراك والمغول، فلذلك أطلقوا عليه اسم "بابر" الذى اشتهر به فى التاريخ.
و"كان قد تولى الحكم فى سن صغيرة جدا، وقد غزا بابر شمال الهند وأسس إمبراطورية مغول الهند (أو الإمبراطورية التيمورية المغولية)، وترجع نشأته إلى فرغانة فى آسيا الوسطى، وينحدر من تيمور (تيمورلنك) عن طريق والده ومن سلالة جنكيز خان عن طريق أمه"، وفقا لما جاء على موقع المكتبة الرقمية العالمية، وكتاب (الإعلام بمن فى تاريخ الهند من الأعلام المسمى بنزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر) لعبد الحى بن فخر الدين الحسيني.
ويتميز ظهير الدين بابر بأنه كتب سيرته مفصلة فى كتاب (بابر نامه) أو (مذكرات بابر) أو (واقعات بابري)، فيعتبر هذا المصدر الرئيسى لتفاصيل حياته، حيث قام بنفسه بكتابة مذكراته باللغة الجغتائية التركية، وتمت ترجمته بعد ذلك إلى اللغة الفارسية على يد "عبد الرحيم خان"، وقد تكرر نسخه وإضافة الرسومات التوضيحية إليه فى عهد خلفائه من المغول.
وكان بابر قد افتتح الفصل الأول من كتابه قائلا: "فى شهر رمضان من سنة 899 هـ وفى الثانية عشرة من عمرى صرت ملكاً على فرغانة وهى من الإقليم الخامس من طرف المعمورة تحدها كشغر من الشرق وسمرقند من الغرب وجبال تبرخشان من الجنوب، وكان فى شمالها مدن عظيمة".
بداية، يعتبر حكم المغول هو الفترة الذهبية لحكم المسلمين فى الهند، حيث امتدت العلوم والثقافة ومختلف مظاهر الحياة الإسلامية، مع امتداد رقعة ومساحة الدولة المسلمة، وفقا لما ذكره الدكتور سيد بن حسين العفانى فى كتابه (صلاح الأمة فى علو الهمة).
وفى يوم 26 ديسمبر من عام 1530 م، توفى ظهير الدين محمد بابر، وكان قد وصية سرية لابنه وخليفته همايون يوصيه فيها بِالعدل فى الحكم بين الناس ويعلمه كيفية استمالة قلوب الهنود غير المسلمين.