نلقى الضوء على كتاب "أفريقيا والعرب والاستعمار: دراسات فى فكر على مزروعى" لمجموعة من الباحثين تحرير محمد عاشور مهدى، والصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية، وينتمى الكتاب إلى الكتب السياسية.
ويتضمن الكتاب خمسة فصول، فضلاً عن المقدمة والخاتمة والفهرس.
يناقش الكتاب مجموعة من الأطروحات الفكرية والسياسية التى قدمها المفكر الأفريقى على مزروعى حول عدد من القضايا الأفريقية والعربية، وهى: العلاقات العربية – الأفريقية، والهوية الأفريقية، والإسلام والغرب، والصهيونية، وهى قضايا وأطروحات تعكس موسوعية المفكر على مزروعى، الذى تضمنت كتاباته الكثير من الأفكار والمقاربات المبتكرة والجريئة، مثل "الميراث الثلاثى للقارة الأفريقية" و"المقارنة بين الحركة الصهيونية والعنصرية فى جنوب أفريقيا"، ودعوته إلى ما عُرف بـ"الاستعمار الحميد"، أو "الاستعمار الأفريقى – الأفريقى"، أو دعوته إلى الاندماج العربى -الأفريقى فى ما سمّاه "الأفرابيا"، وبيانه لمناطق التلاقى والخلاف بين العالم الإسلامى والغرب، وتأكيده ضرورة الاعتراف بالعوائق الداخلية فى العالم الإسلامى التى تحول دون تقدمه.
وهى الأفكار والأطروحات التى أثارت الكثير من الجدل حولها وحول شخصه؛ واتخذت تجاهها مواقف راوحت بين الإيجابية والسلبية.
وأيًا كان الموقف من كتابات على مزروعى وشخصه فإن أهم ما يميِّز أعماله هو القدرة النقدية الفائقة، وانسيابية اللغة وتدفقها التلقائى، وغزارة المعرفة ومصادر المعلومات وتنوعها، مع تنوع الموضوعات والقضايا وتعددها، وصدق حدسه فى شأن الكثير منها. وهو ما جعل أمين عام الأمم المتحدة عام 2002 يصف مزروعى بأنه "هدية أفريقيا للعالم"، كما وضعته مجلة فورين بوليسى عام 2005 على قائمة أفضل مئة مثقف على مستوى العالم.
والكتاب هو محاولة جادة لإلقاء الضوء على بعض كتابات ذلك العالم والمفكر الموسوعى احتفاءً به وبكتاباته وسعيًا لفهم تجليات وتطورات القضايا التى تناولها فى الوقت الراهن وآفاقها المستقبلية.