وداعا القرامطة .. كيف انهى الفاطميون الفتنة؟ سرقوا الحجر الأسود 22 عامًا

ظهر فى التاريخ الإسلامى العديد من الحركات الحادة والمتطرفة منها حركة القرامطة التى انتهت على يدالدولة الفاطمية ذلك فى 15 فبراير عام 930 م، لكن من هم القرامطة؟ يقول محمود شاكر فى كتابه "القرامطة" : ينتسب القرامطة إلى حمدان بن الأشعث الأهوازى الملقب (قرمط)، ويعود فى أصله إلى خوزستان، وقد عرف فى سواد الكوفة حوالى عام 258هـ، وكان يظهر الزهد والتقشف فى أول عهده، فاستمال إليه بعض الناس، وقد لقب بـ(قرمط) لقصر كان فيه. والتقى قرمط بأحد دعاة التشيع وهو (حسين الأهوازى) الذى كان يتجول فى سبيل دعوته، فاجتمع به وهو فى طريقه من السلمية فى بلاد الشام إلى سواد الكوفة، وذلك حوالى عام 265هـ، ولم يلبث أن أصبح (قرمط) من أتباع (حسين). كان حسين فى دعوته ينتقد العباسيين ويتذمر من وضعهم، فلقى هذا مكانا فى قلب (حمدان)، وعندما مات (حسين) أصبح (حمدان) القائم بالأمر مكانه، بناء على عهد منه، حيث ترقى (قرمط) فى درجات الدعوة الإسماعيلية بسرعة فائقة نتيجة جده ونشاطه. والقرامطة جماعة من الإسماعيلية افترقوا عنهم من أجل الزعامة أولا، ثم كانت بعض الخلافات الفكرية إذ تعتقد الإسماعيلية بإمامة أبناء محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق من بعده وتتابعهم، على حين يعتقد القرامطة أن محمد بن إسماعيل حى لم يمت، وله داعية يمثله ويعمل برأيه وحسب تعليماته. وبينما يعد الشيعة أئمتهم معصومين فإن الإسماعيلية تسوى بين الأنبياء والأئمة، كما خلعت على أئمتها صفات إلهية، أما القرامطة فتعتقد أن روح الله تحل بإمامهم. اتخذ القرامطة كل وسيلة يمكن أن تجمع الناس حولهم، وسواء أكانت الوسيلة شريفة أم غير ذلك فالأمر واحد. أظهر القرامطة فى بداية أمرهم الزهد حتى يقبل الناس عليهم، فالدين أكثر ما يحرك النفوس، والمجتمع الذى وجدوا فيه لا يخضع إلا لمن عرف بتقواه، ولكن إذا ما دان لهم أتباعهم ووثقوا بهم، أخضعوهم لمرحلة بعد مرحلة حتى إذا وصلوا إلى المرحلة الأخيرة رفعوا عنهم التكاليف الشرعية، وأعلنوا لهم أن هذه التكاليف إنما وضعت وفرضت على المغفلين. التنظيم الذى قامت عليه الدعوة الإسماعيلية فى النصف الثانى من القرن الثالث هو الذى جعلها تحرز بعض النجاح فى بعض المناطق هذا بالإضافة إلى الخوف الذى أصاب الناس من كثرة جرائمها ووحشية أتباعها، وما القرامطة إلا فرع من الإسماعيلية. وكانت فرقة القرامطة شيعية والفطميون شيعة أيضا، لكن السياسة لا تعرف العقيدة، فبعدما تولى المعز لدين الله الفاطمى أمر الدولة الفاطمية سنة 969م، بدأت الحرب مع بين القرامطة والفاطميين بشكل رسمى، وما أن انتهى القرن العاشر الميلادى حتى أصبح القرامطة قوة صغيرة انتهت فى منتصف القرن الحادى عشر وتحولت إلى جماعات متفرقة فى فارس والعراق. كان القرامطة قوة عسكرية بدوية تعتمد فى حياتها على الغارات التى تشنها على الدول المجاورة، وكان القرامطة من ألد أعداء العباسيين لأن العباسيين اضطهدوا العلويين وطاردوهم فى كل مكان وقتلوا منهم الكثير. وكانوا على علاقة صداقة فى بادئ الأمر مع الخلافة الفاطمية على أساس أن كلاهما يدينون بالمذهب الشيعى، ثم انقلبوا على الفاطميين وهاجموا أملاكهم فى الشام وفلسطين. وفى عام 317 هجريا هاجم القرامطة مكة المكرمة التى كانت تتبع الخلافة العباسية وانتزعوا الحجر الأسود من الكعبة وانتزعوا بابها وقاموا بأعمال دموية بشعة فقتلوا من الحجاج 30 ألفاً، ثم عادوا لديارهم ومعهم الحجر الأسود ووضعوه فى كعبة بديلة فى الإحساء ليحج إليها الناس. وظل الحجر الأسود معهم فى الإحساء لمدة 22 عاماً، يطوف الناس حول الكعبة ولا يجدون الحجر الأسود، حتى هدد الخليفة العزيز بالله الفاطمى فى مصر القرامطة أن يسير لهم جيشاً إلى الإحساء ليعيد الحجر الأسود، فخافوا على ملكهم فى الإحساء وأعادوا الحجر الأسود إلى مكة سنة 339 هجريا.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;