نلقى الضوء على كتاب "تغير العقل.. كيف تترك التقنيات الرقمية بصماتها على أدمغتنا" لـ سوزان جرينفليد، وقد صدر الكتاب عن سلسلة عالم المعرفة، والتى تناقش كيف يتأثر العقل البشرى (وظيفيًا وتشريحيًا) بسبب غرقه وانشغاله الدائم فى عالم الانترنت؟
ويدور كتاب (تغيّر العقل) على محور هذا السؤال؟ فى بحثٍ مستفيض يستقصى الدراسات والتجارب والأبحاث المنشورة، كما أنّه يناقش بمنهجية علمية منفتحة تناقض بعض النتائج، ويعرض الكتاب لهذه الآثار (المهمّة والكبيرة) من خلال دراسته لثلاثة مجالات، طغى فيها الانترنت، وهي: (التواصل الاجتماعي، والألعاب، ومحركات البحث) ليصل إلى أسئلةٍ خطيرة تمسّنا كأفراد وعائلات، وكمجتمعات وسياسات.
ولا أبالغ إن قلت إنّ محتوى الكتاب يصل بالقارئ إلى دوائر مغلقة، وعالمٍ من الآثار والأسئلة المتشعبة، والتى يصعب فيها التنظير البارد، ولا مكان فيها للندب والتشكّى، ولقد شكّل الكتاب نصرًا لأصحاب كتب الخيال العلمي، وما يزال يشكّل مادة دسمة لإنتاجات أغرب و أعجب منه.
لا يطرح الكتاب حلولاً جذرية، ولا بدائل سحرية، ولكنّه يلقى بالكرة فى ملعب القارئ لينتبه ويدرك ثمّ يتصرف بما يستطيعه على مستواه الشخصى، فطغيان الانترنت لا أفق يحدّه، ولا ينبغى لعاقلٍ إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء، ولكن لا بدّ من إبداع فى الحلول.