تمر اليوم الذكرى الـ299 على تنصيب الملك لويس الخامس عشر ملكًا على فرنسا، وهو ملك فرنسا منذ الأول من سبتمبر عام 1715، وتولى الحكم بعد وفاة الملك لويس الرابع عشر، أحد أعظم ملوك فرنسا، حيث حكم فرنسا ومنطقة نافارا ذات الحكم الذاتي.
وصفت بداية حكمه بالسيئة، ولم يستطع إعادة الحياة إلى البلاد بصورة حقيقية، وأدت علاقاته الغرامية، إلى إضعاف الإدارة أكثر فأكثر وجعلها أشد عجزا، مع انهيار الاقتصاد العام، وراح كره الطبقات الساخطة يزداد شيئا فشيئا، كما كانت له علاقة عاطفية في الخفاء مع مدام دي بومبادور جلبت له انتقادات واسعة، لكن من هى تلك السيدة وكيف كانت علاقتها بالملك لويس؟
اسمها جين أنطوانيت بواسون ماركيز دي بومبادور، وهى سيدة أرستقراطية مثقفة أثرت بشكل كبير في النواحي الثقافية والفنية والسياسة في البلاط الفرنسي، وكانت عشيقة لويس الخامس عشر في الفترة من 1745 حتى وفاتها.
تزوجت مدام دى بومبادور من شارل كيوم لكنها أصبحت في العام 1745 خليلة للملك لويس الخامس عشر، وتلك كانت وظيفة رسمية، إلى جانب منحها لقبا تشريفيا هو الماركيزة دي بومبادور، استمرت علاقتها بالملك فترة طويلة لكنها تحولت في ما بعد إلى علاقة أفلاطونية إذا جاز التعبير بعد أن خمدت جذوة الحب بين العاشقين. غير أن مكانة المرأة ونفوذها استمرا على حالهما.
كانت ماركيز تملك قوة شخصية تفوق الملك، ولكن عاشقات الملك، لم يكن محبوبات لدى الشعب، وكانوا دائما يلقوا على عاتقهن كل ذنوب الملك، ولم تسلم مدام دى بومبادور من ذلك، فكتبوا فيها الأشعار الساخرة وسميت بالـ"البواسونيات".
وكان للماركيز 4 أعداء فى البلاط ثلاثة منهم من الوزراء، كان يعادونها لكونها دخيلة على البلاط من الطبقة الوسطى، منهم وزير البحرية "موريبا" التى كانت تحضر كل اجتماعاته مع الملك، وتبدى آراءها، وكان الملك يأخذ بها، ويقول لموريبا: عليك أن تستمع لكلام المدام، حتى تخلصت من موريبا بالتحالف مع أحد أعدائها وهو "ريشيليو" ورفعا للملك مذكرة يتهمون موريبا بإضعاف البحرية لدرجة تنذر بالخطر، وبالفعل كان وزير البحرية مسئولا عن سقوط حاميتان فى أيدى الإنجليز، وقد نفاه الملك ولكن ليس لهذا السبب، بل لأنه تعدى حدوده وأساء لعشيقات الملك.
وفى أول يناير من عام 1757 تلقى الملك طعنة خنجر من وسط صفوف الحشد أمام قصر فرساى، وقد صفح الملك عن من حاول قتله، ولكنه حتى بعد نجاته، أصيب بصدمة شديدة، فقد رأى فى قاتله الشعب الفرنسى كله، و أحس بأن الشعب أراد موته، و لم تسرى عنه سوى الماركيزة التى أقنعته أن من حاول قتله ليس سوى مجنون، وليس أداة للشعب، وأن أهل باريس أرادوا الفتك به لما فعله بملكهم.