تحل اليوم الذكرى الـ13 على رحيل الأديب السوداني العالمي الشهير الطيب صالح، الذي توفى في 18 فبراير 2009، و هو أديب وصحفي سوداني، يعد واحد من أشهر الأدباء العرب في القرن العشرين، اشتُهِر في الرواية والقصص القصيرة، فأطلق عليه النقاد لقب "عبقري الرواية العربية".
ولد الأديب الطيب صالح في 12 يوليو العام 1929، في إقليم مروي شمالي السودان بقرية كَرْمَكوْل بالقرب من قرية دبة الفقراء وهي إحدى قرى قبيلة الركابية التي ينتسب إليها، وتُوفي في إحدى مستشفيات العاصمة البريطانية لندن التي أقام فيها في ليلة الأربعاء 18فبراير 2009، عاش مطلع حياته وطفولته في إقليم مروي. هو الوحيد الذي حصل على الثانوية العامة من المنطقة، فانتقل إلى ولاية الخرطوم لإكمال دراسته.
من أشهر روايات الطيب صالح ”موسم الهجرة إلى الشمال“ التي صدرت في ستينيات القرن الماضي، ونالت شهرة واسعة على نطاق العالم، كتب الطيب صالح العديد من الروايات التي تُرجِمت إلى أكثر من ثلاثين لغة وهي «موسم الهجرة إلى الشمال» و«عرس الزين» و«مريود» و«ضو البيت» و«دومة ود حامد» و«منسى». تعتبر روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" واحدة من أفضل مائة رواية في العالم. وقد حصلت على العديد من الجوائز.
وقد نشرت لأول مرة في أواخر الستينات من القرن العشرين في بيروت وتم تتويجه ك"عبقري الأدب العربي". في عام 2001 تم الاعتراف بكتابه من قبل الأكاديمية العربية في دمشق على أنه صاحب "الرواية العربية الأفضل في القرن العشرين.
أصدر الطيب صالح ثلاث روايات وعدة مجموعات قصصية قصيرة. حولت روايته "عرس الزين" إلى دراما في ليبيا ولفيلم سينمائي من إخراج المخرج الكويتي خالد صديق في أواخر السبعينات حيث فاز في مهرجان كان.
عمل صالح لسنوات طويلة بالقسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية، وترقى بها حتى وصل إلى منصب مدير قسم الدراما، وبعد استقالته منها عاد للسودان وعمل لفترة في الإذاعة السودانية، ثم هاجر لقطر وعمل في وزارة إعلامها، ثم مديراً إقليميا بمنظمة اليونيسكو في باريس، وممثلاً لها في الخليج العربي.
وتخيم روح السياسة والأعراف الموروثة على أعماله كما نجد العلاقة الإشكالية بين الشرق والغرب، وبخاصة في موسم الهجرة إلى الشمال حيث الاختلافات بين الحضارتين الغربية والشرقية، وقد ترجمت رواياته إلى أكثر من ثلاثين لغة.
ومن سخرية الأقدار، فإن صالح الذي احتفى به كل العالم واعترف به كإضافة للأدب العالمي وأحد رواده، فقد قام النظام الحاكم في السودان، ومنذ وصوله إلى سدة السلطة، بحذف ومنع نصوص الأديب الطيب صالح من المناهج الجامعية في البلاد.
وفضٌّل الأديب الطيب صالح، البقاء خارج السودان في منفاه الاختياري، بالعاصمة البريطانية لندن لعقود، معبراً عن رفضه للنظام الشمولي في البلاد، في مناسبات عديدة، وعرفت عنه مقولته الشهيرة، التي تساءل فيها مستنكراً ممارسات الحكومة المنسوبة لحركة ”الإخوان المسلمين“، إذ كتب مقالاً شهيراً بعنوان "من أين أتى هؤلاء؟".