تمر، اليوم، ذكرى رحيل المصلح الدينى مارتن لوثر الذى عاش فى الفترة بين عامى (1483 - 1546) وهو راهب ألمانى وأستاذ لاهوت، اعترض على صكوك الغفران، ونشر فى عام 1517 رسالته الشهيرة المؤلفة من خمس وتسعين نقطة تتعلق أغلبها بلاهوت التحرير وسلطة البابا فى الحل من "العقاب الزمنى للخطيئة".
نذكر عددا من المصلحين فى تاريخ الكنيسة:
جون ويكلف (1325- 1384 )
مصلح إنجليزى ظهر فى إنجلترا بعد المواجهات التى حدثت بين الكنيسة والدولة أو البابا و الملك، تعلم فى جامعة أوكسفورد، وكان كاهناً لكنيسة لترورز، واكتسب شعبية واسعة، ومن أهم أفكاره الإصلاحية أنه لا فرق بين الاكليروس بسبب رتبهم الكهنوتية.
وترجم الكتاب المقدس لأول مرة من اللغة اللاتينية إلى الإنجليزية، وبالتالى جعل الكتاب المقدس مفتوحاً أمام الشعب الإنجليزى، كذلك أنشا نظام "الكهنة الفقراء" الذين كان معظمهم من عامة الشعب، حُكم عليه بالهرطقة وبسبب شعبيته لم تقدر الكنيسة أن تعدمه، ومات ويكلف فى بيته غير أنه فى عام 1428 تم إخراج عظامه وتم حرقها وفقاً لقرار بابوي.
جون هَس (1369- 1415)
مصلح بوهيمى (جمهورية التشيك حالياً)، كان كاهنا و محاضرا بليغاً فى جامعة براغ ثم صار بعد ذلك عميداً لها، واشتهر كواعظ فى كنيسة بيت لحم هناك، ثم أصبح المتحدث الرسمى باسم الأمة فى الشئون السياسية والدينية، درس هَس كتابات ويكلف وتأثر بها وعلم بها الشعب، ومن أهم أفكاره: أن المسيح هو رأس الكنيسة لا البابا، حُكم عليه بالهرطقة و أستانف الحكم فى مجمع كونستانس بعد حصوله على تعهد من الامبراطور بسلامته، غير ان البابا وجه إليه تهمة الهرطقة لأنه علم بأن المسيح وحده هو الذي له حق الدينونة فى الكنيسة، فحُكم عليه بالأعدام بالخازوق و الحرق، و اعتبر هَس بطلاً قومياً.
هالدريش زوينجلى (1484- 1531)
مصلح سويسرى، درس فى برن و فينا، وأصبح كاهن فى كنيسة زيورخ، اختلف عن مارتن لوثر فى أنه تبني إصلاحاً أكثر رديكالية وكان له وجهات نظر مختلفة فى تنظيم الكنيسة والمعمودية والعشاء الربانى، كان له نشاط سياسي وانضم إلى الجيش كجندي ومات فى معركة "كابل" وتم تقطيع جثته إلى أشلاء بواسطة أعدائه، من أهم أفكاره أن المعمودية هى مجرد علامة خارجية، و ان العشاء الربانى ليس له اى تأثير بدون ايمان المتقدم.