يقع متحف رشيد القومي في قلب مدينة رشيد، ويحتل أحد أهم وأشهر المنازل الأثرية بها؛ وهو "منزل عرب كلي حسين بك" الذي كان محافظًا للمدينة خلال العصر العثمانى، افتتح المنزل كمتحف حربي في عام ١٩٥٩م، وخلال عام ١٩٨٦م تم تطوير المتحف وأعيد افتتاحه ليعبر عن تاريخ مدينة رشيد.
تم اختيار منزل عرب كلى نظرًا لكونه من أكبر المنازل الباقية بمدينة رشيد ولموقعه المتميز وقيمته الأثرية أن يكون متحفًا حربيًا لمدينة رشيد تخليداً لذكرى انتصار المدينة الباسلة على حملة فريزر عام 1807م وتأخر دخول الإنجليز لمصر نظراً لمناعة هذه الجهة الغربية حتى عام 1882م.
وافتتح المتحف الرئيس جمال عبد الناصر عام 1959م أثناء زيارته لمدينة رشيد خلال احتفالها بذكرى الانتصار، ويعتبر 19 سبتمبر من كل عام عيداً قرمياً لمحافظة البحيرة تخليداً لمناسبة الانتصار.
تم ترميم منزل عرب كلى ترميماً شاملاً وإعداد سيناريو عرض متحفى وإثرائه بالمعروضات الأثرية على مر العصور واللوحات الجدارية التي تمثل الحياة اليومية بالمدينة، وتم عرض هذه المعروضات بطوابق المنزل، وكذلك تطوير الحديقة المتحفية المقابلة للمتحف وإنشاء وحدات خدمية بها حتى يخلى مبنى المتحف من أي مكاتب إدارية، وتشمل قاعة للندوات، قاعة لكبار الزوار، إدارة للمتحف، قسم لترميم الآثار، ويعرض بالفناء الخارجي الغربي للمتحف سبيل بشباك نحاسى كنموذج للأسبلة الملحقة بالمنازل في العصر العثماني "سبيل جبري".
ويعد هذا المبنى الذي يتكون من ثلاثة طوابق نموذجاً للعمارة الإسلامية في العصر العثماني، ويضم بعض المقتنيات والوثائق التي تبرز كفاح أبناء رشيد ضد الاستعمار الفرنسي والإنجليزي، كما يعرض نص المعاهدة الخاصة بجلاء حملة فريزر عن مصر والموقعة من محمد علي باشا. إلى جانب ذلك يبرز العرض المتحفي بعض صور الحياة اليومية في رشيد خلال العصر العثماني، بالإضافة إلى الحرف والصناعات. ويشمل العرض أيضاً مجموعات من العملات، والمسارج، والأواني الفخارية، وشبابيك القلل.