تمر اليوم الذكرى الـ764 على رحيل الخليفة العباسى المستعصم بالله، آخر خلفاء الدولة العباسية، هو أبو أحمد بن عبد الله المستعصم بالله بن المستنصر بن الظاهر بن الناصر بن المنصور، ولد سنة 609 هجرية، والدته اسمها هاجر، وهو آخر خلفاء بني العباس في العاصمة بغداد، وكانت ولاية الخليفة المستعصم بالله في أثناء حكم جده الناصر لدين الله أبي العباس.
كان حسن الخليقة، سار على نهج جده وأبيه في اتباع مذهب أهل السنة والجماعة، بويع بالخلافة بعد وفاة أبيه المستنصر بالله في 10 من جمادى الآخر عام 640 هجرية الموافق 6 من ديسمبر عام 1242م، وكان يبلغ من العمر حينها ثلاثون سنة وعدة شهور.
كان آخر خليفة عباسي في بغداد. حكم بين عامي 1242 و1258 بعد أبيه المستنصر بالله. في عام656 هـ /1258، غزا المغول الدولة العباسية تحت قيادة هولاكو خان. بعد أن سقطت بغداد في أيديهم، أعدم هولاكو المستعصم بعد أن قام مؤيد الدين بن العلقمي بمساعدة المغول في خطتهم حيث استطاع بحكم منصبه كوزير دولة أن يحث على صرف جيش المستعصم بذريعة أمن البلاد والعباد، وبسبب جهل المستعصم صرف الجيش ولم يَبْقَ في آخر أيامه إلا عشرة آلاف مقاتل، مما كان سببًا في دخول جيش هولاكو بغداد وقتل مليون وثمانمئة ألف مسلم، وقُتِل المستعصم وانتهت الخلافة العباسية ببغداد.
اتخذ أحد قُواد المغول مقرّ معسكره بإزاء باب كَلْوَذَا الذي هو اليوم في منطقة الباب الشرقي، وجيء بالمستعصم إلى ذاك المعسكر، وعندما قبض هولاكو على الخليفة قيل لهُ إنه لو قتله وأريقت دماؤه على الأرض فسيحدث كوارث عظيمة فأمر هولاكو بأن يوضع الخليفة في جلد بقر وأن يضرب بداخله حتى يموت.
وكان يوم مقتلهِ يوم الأربعاء 14 صفر وقد أخذه المغول أسيراً وكانوا يهابون قتلَه أولًا ثم هون عليهم ابن العلقمي والنصير الطوسي قتلَه، فقتل رفساً وقيل بل خنق وقيل بل أغرق، ولا يعلم حقيقة كيف كان قتلُه وعفي قبره، وكان عمرهُ يومئذ 46 سنة وأربعة أشهر، ومدة خلافتهِ 15 سنة وثمانية أشهر، وبمقتلهِ انتهى عصر الدولة العباسية.