تمر اليوم الذكرى الـ76 على إعلان اللجنة العامة للعمال والطلبة المصريين تدعو إلى إضراب عام ضد سلطات الاحتلال البريطانى ردا على حادثة كوبرى عباس التى وقعت يوم 9 فبراير، حيث تم إعلان الإضراب فى 21 من الشهر نفسه.
وأسفر إعلان الإضراب ذلك عن احتجاجات واسعة على مستوى الجمهورية ليبدأ يوم 21 فبراير 1946 الإضراب العام من طلاب مصر ضد سلطات الاحتلال البريطانى ردًا على أحداث 9 فبراير، حيث أدى الإضراب إلى التحام الطلاب مع القوات البريطانية فى ميدان التحرير التى فتحت النار عليهم فقام الطلاب بحرق أحد المعسكرات البريطانية، وامتدت الثورة الطلابية إلى أسيوط جنوبًا والإسكندرية شمالًا، وأسفرت تلك الأحداث عن 28 قتيلًا و432 جريحًا.
ودعت اللجنة للعمال والطلبة إلى إضراب عام يوم 21 فبراير أطلق عليه اسم "يوم الجلاء" وفى ذلك اليوم تجمع حشد يضم نحو 100 ألف شخص بينهم 15 ألف عامل من شبرا الخيمة وحدها (كان عمال نسيج شبرا الخيمة بارزين بصفة خاصة فى هذه الحركة) واصطدمت قوات الاحتلال البريطانى بهذه الجموع المحتشدة وأسقطت 23 متظاهرًا قتيلا و121 جريحًا.
وفى اليوم التإلى دعت اللجنة الوطنية للعمال والطلبة للقيام بإضراب عام ثان فى الرابع من مارس أطلقت عليه اسم "يوم الشهداء"، ورغم أن مظاهرات 4 مارس كانت محدودة داخل القاهرة، إلا أن أماكن أخرى مثل الإسكندرية والمحلة شهدت اشتباكًا بين حشد كبير من المتظاهرين وبين القوات البريطانية سقط فيها 28 قتيلا و342 جريحًا، وأغلقت الصحف والمصانع والمتاجر والمدارس أبوابها احتجاجًا فى مختلف أرجاء مصر وكان أكبر إضراب فى المحلة الكبرى حيث توقف 25 ألف عامل عن العمل فى شركة مصر للغزل والنسيج.
كانت انتفاضة فبراير 46 بما مثلته من صعود فى منحنى الصراع الطبقى مرآة كاشفة للمواقف الطبقية لكل القوى السياسية التى فرضت عليها من خلال تحألفاتها وتوازناتها مواقف محددة من الآنتفاضة ومن حركة العمال والطلبة أدت فى مجملها إلى إجهاض الحركة.