تمراليوم الذكرى الـ510 على رحيل المستكشف الإيطالى أمريكو فسبوتشى، إذ رحل في 22 فبراير عام 1512، وهو هو بحار ومستكشف إيطالي عمل تحت حكم مملكة البرتغال ومملكة قشتالة، قام بعدة رحلات إلى العالم الجديد وهو أول أوروبي فكر بأن سواحل أمريكا الجنوبية ما هي إلا قارة جديدة بينما كان الكل في ذلك الوقت بما فيهم كريستوفر كولومبوس يظنون أنها امتدادا لقارة آسيا.
وتمت تسمية العالم الجديد لأول مرة في خريطة مارتن فالدسميلر سنة 1507م بأمريكا كتكريم له، لكن على الجانب الآخر يعتبر أمريكو أحد أكثر شخصيات عصر الاستكشاف المثيرة للجدل، حيث يرى البعض أنه استغل شهرته ومنصبه (كملاح أول) لإقناع العديد بأنه وليس كولومبوس المكتشف الحقيقي للأراضي الجديدة فبعد وفاته مثلاً وجدت خطابات أرسلها بهذا المعنى يقلل فيها من جهود كولومبوس، وبمباركته ألف أحد الجغرافيين الفرنسيين كتاباً عن الاكتشافات الجديدة أطلق فيه اسم أمريكو على امريكا الجنوبية تخليداً لذكراه، وفي عام 1528 رسم الجغرافي ميركارتر أول خريطة رسمية لأمريكا الجنوبية وفيها أعطى اسم أمريكو للأراضي الجنوبية!
وفي العقود التالية نشطت الحملات الجغرافية لاستكشاف أمريكا الشمالية وحينها كان من السهل التفرقة بين القارتين بإطلاق اسم "أمريكا الشمالية" على القارة الشمالية لتميزها عن الجنوبية!
أما كيف أُطلق اسم أمريكا على "الولايات المتحدة الأمريكية" فلهذا قصة طريفة؛ فبعد أن تشكلت الدول في القارتين الأمريكيتين اتخذت كل منها اسما مميزا ماعدا بلاد العم سام فالاسم الرسمي (الولايات المتحدة) كان مبهما وعاما فأضيفت "الامريكية" لاحقاً لتمييزه، ومع مرور الزمن أصبح من السهل الاكتفاء بأمريكا فقط (دون الولايات المتحدة) عند الإشارة إليها.. وهكذا اقتبست القارتان الامريكيتان ثم الولايات المتحدة اسماءها من بحار إيطالي مخادع حاول سرقة جهود كولومبوس، ويبدو أنه نجح جزئياً حيث لم ينل الأخير سوى شرف إطلاق اسمه على دولة صغيرة تدعى كولومبيا.