هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن يوسف اللواتى الطنجى، المعروف بابن بطوطة يعد من أشهر الرحالة المسلمين، وقام بثلاث رحلات جاب خلالها معظم أجزاء العالم المعروف فى زمانه مستغرقا حوالى تسع وعشرين سنة، مدونا فى أسفاره مشاهدات شاملة شديدة الندرة التقى خلالها ببعض السلاطين ووقف على قيام بعض الدول وأظهر انطباعاته عن ثراء وقوة اقتصاد بعض المدن والأحوال الزراعية والتجارية والصناعية والفكرية والدينية، وتمر اليوم ذكرى ميلاد أشهر الرحالة، إذ ولد فى مثل هذا اليوم 24 فبراير من عام 1304م.
ابن بطوطة درس فى فتوته الشريعة، وقرر عام 1325هـ وهو ابن 21 عاماً أن يخرج حاجاً، كما أمل من سفره أن يتعلم المزيد عن ممارسة الشريعة فى أنحاء بلاد الإسلام، وخرج من طنجة سنة 725 فطاف بلاد المغرب ومصر والسودان والشام والحجاز والعراق وفارس واليمن وعمان والبحرين وتركستان وما وراء النهر وبعض الهند والصين الجاوة وبلاد التتار وأواسط أفريقيا، اتصل بكثير من الملوك والأمراء فمدحهم،- وكان ينظم الشعر، واستعان بهباتهم على أسفاره.
ومات ابن بطوطة فى مراكش سنة 779 هـ/1377 م، حيث يوجد ضريحه بالمدينة القديمة، تلقبه جامعة كامبريدج فى كتبها وأطالسها بأمير الرحالة المسلمين الوطنيين، ولم يترك خلفه أى إنتاج أدبي، سوى سردٍ لأسفاره على شكل كتابٍ عنوانه: (تحفة النظار فى عجائب الأمصار وعجائب الأسفار)، الشهير بكتاب (رحلة ابن بطوطة)، بناء على طلب من السلطان المغربى أبو عنان فارس المرينى الذى أعجب برحلاته وقصصه المشوقة، أن يمليها على كاتبه محمد بن جزى الكلبى، وقد أطلق ابن جزى على الكتاب اسم (تحفة النظار فى غرائب الأمصار وعجائب الأسفار)، والتى ترجمت إلى اللغات البرتغالية والفرنسية والإنجليزية، ونشرت بها، وترجمت فصول منها إلى الألمانية نشرت أيضا، كان يحسن التركية والفارسية واستغرقت رحلاته 27 سنة (1325-352م).