تحل اليوم ذكرى ميلاد الرحالة الشهير ابن بطوطة الذى ولد في 24 فبراير من عام 1304 ميلادية وخرج من طنجة فطاف بلاد المغرب ومصر والحبشة والشام والحجاز وتهامة ونجد والعراق وبلاد فارس واليمن وعمان والبحرين وتركستان وما وراء النهر وبعض الهند والصين وجاوة وبلاد التتار وأواسط أفريقيا.
عاد إلى المغرب الأقصى، إلى السلطان أبي عنان فأقام في بلاده وأملى أخبار رحلته على محمد بن جزي الكلبي بمدينة فاس وسماها تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، ترجمت إلى اللغات البرتغالية والفرنسية والإنجليزية، ونشرت بها، وترجمت فصول منها إلى الألمانية.
وقد كتب عن بداية رحلاته: "من طنجة مسقط رأسي" يوم الخميس 2 رجب 725 هـ / 1324م معتمدا حج بيت الله الحرام وزيارة قبر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، منفردا عن رفيق آنس بصحبته، وراكب أكون في جملته، لباعث على النفس شديد العزائم، وشوق إلى تلك المعاهد الشريفة كامن في الحيازم، فحزمت أمري على هجر الأحباب من الإناث والذكور، وفارقت وطني مفارقة الطيور للوكور، وكان والداي بقيد الحياة فتحملت لبعدهما وَصَباً، ولقيت كما لقيا نصباً".
وصل ابن بطوطة في رحلاته إلى سرنديب أو ما يعرف الآن باسم سريلانكا وقد وصف ابن بطوطة جبل سرنديب وصفاً دقيقاً جميلاً في كتابه "تحفة النظار في غرائب الأمصار" حيث قال: «هو من أعلى الجبال الموجودة في الدنيا، ولقد رأيناه من البحر ونحن في السفن، وكان بيننا وبينه الكثير ومسيرة تسعة أيام".
ولما وصل ابن بطوطة إلى جزيرة سرنديب قال عنها: "ليس مرادى منذ وصلت هذه الجزيرة، إلا زيارة القدم الكريمة، قدم آدم عليه السلام، وهم يسمونه "بابا"، ويسمون حواء "ماما".
ويُطلق على جبل سرنديب أيضاً اسم جبل الرحون أو جبل آدم، ويبلغ ارتفاعه 2243 متر فوق مستوى سطح البحر، ويقع في المرتفعات الوسطى جنوب غرب سريلانكا، حيث يبعد هذا الجبل حوالي ثمانية عشر كيلومتراً شمال شرق راتنابورا.