تحل هذه الأيام ذكرى ميلاد الرحالة الشهير ابن بطوطة الذى ولد فى 24 فبراير من عام 1304 ميلادية، وخرج من طنجة فطاف بلاد المغرب ومصر والحبشة والشام والحجاز وتهامة ونجد والعراق وبلاد فارس واليمن وعمان والبحرين وتركستان وما وراء النهر وبعض الهند والصين وجاوة وبلاد التتار وأواسط أفريقيا.
من أهم ما تركه ابن بطوطة، كتابه تحفة النظار فى غرائب الأمصار وعجائب الأسفار المعروف أيضاً باسم رحلة ابن بطوطة هو كتاب يصف رحلة ابن بطوطة، ويتحدث عن أهلها وحكامها وعلمها، ويصف الألبسة بألوانها وأشكالها وحيويتها ودلالتها، ولا ينسى الأطعمة وأنواعها وطريقة صناعتها، بعد أن أمضى 30 عاما فى الرحلات بين بلدان العالم أمر السلطان أبو عنان فارس المريني بتدوين هذه الرحلة واختار لذلك فقيها أندلسيا التحق ببلاط بني مرين وهو ابن جزي الكلبي، وكان إملاؤها بمدينة فاس سنة 756 هـ.
وصدر الكتاب فى عدة طبعات مصرية، حيث أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، فى سلسلة التراث الحضارى، كتاب (رحلة ابن بطوطة المسماة تحفة النظار فى غرائب الأمصار وعجائب الأسفار)، لمحمد بن عبدالله اللواتى الطنجى المشهور بابن بطوطة، تقديم ودراسة دكتور يسرى أحمد زيدان.
وسلسلة التراث الحضارى تقدم هذا الكتاب عن طبعة نادرة قديمة تعود إلى العام ( 1287 هـ - 1888 م )، وفى دراسة للكتاب يوضح الدكتور يسرى الكثير مما التبس بخصوص هذه الرحلة، وكشف من خلالها عن مدى أهميتها فى تاريخ أدب الرحلات خلال العصر الوسيط.
يعد ابن بطوطة من أشهر الرحالة المسلمين، وقام بثلاث رحلات جاب خلالها معظم أجزاء العالم المعروف فى زمانه مستغرقا نحو تسع وعشرين سنة، مدونا فى أسفاره مشاهدات شاملة شديدة الندرة التقى خلالها ببعض السلاطين ووقف على قيام بعض الدول وأظهر انطباعاته عن ثراء وقوة اقتصاد بعض المدن والأحوال الزراعية والتجارية والصناعية والفكرية والدينية.
كما وقف ابن بطوطة فى رحلاته على الغرائب والعجائب التى استغربها وربما استنكرها البعض لفرط غرابتها، ويعرض الكتاب تدوين ابن بطوط لرحلاته ببلاد المغرب ، ومصر وبلاد الشام ، وبلاد الحجاز ، واليمن ، وبلاد فارس ، وآسيا الصغرى، وغيرها من بلاد العالم التى زارها ابن بطوطة فى رحلاته.
وبعد عرض المخطوط ونماذج من الفهرس المخطوط لأحمد باشا تيمور، يختتم الكتاب بملحق لبيان ببعض الصور التى زارها ابن بطوطة.