قبل قرون من صعود حضارة الإنكا إلى السلطة حكم شعب واري المرتفعات الساحلية فى بيرو وقد تم نهب العديد من مواقعهم على مر القرون، لكن قبرًا نادرًا سليمًا أعطى نظرة ثاقبة على هذه الحضارة الغامضة.
منذ أكثر من ألف عام فى ما يعرف الآن ببيرو كان موقع El Castillo de Huarmey من بين أكثر الأماكن قداسة فى البلاد، وقد كان عالم الآثار بجامعة وارسو ميلوش جيرش متأكدًا من ذلك بينما حذر الكثير من الناس جيرش من أن التنقيب هناك سيكون صعبًا وأن البحث مضيعة للوقت والمال.
غير أن عالم الآثار البولندى تحدى الآراء المخالفة لظنه وذهب إلى بيرو حيث شعر جيرش بالدهشة من قطع المنسوجات والفخار المكسور الذي رآه يتساقط على المنحدرات، وهى القطع التى جاءت من حضارة واري في بيرو، والتي يقع قلبها في أقصى الجنوب.
بدأ جيرش وفريق بحث صغير في التحقيق من خلال تصوير ما يقع تحت الأرض باستخدام مقياس مغناطيسي والتقاط صور جوية من كاميرا فوق طائرة ورقية، كشفت النتائج عن خطوط عريضة باهتة على طول الجدران المدفونة الممتدة على طول نتوء صخري جنوبي وفقا لناشيونال جيوجرافيك.
من خلال العمل مع عالم الآثار البيروفي روبرتو بيمنتل نيتا ، حفر جيرش وفريقه هناك ، واتضح أن المخطط الباهت عبارة عن متاهة ضخمة من الأبراج والجدران العالية المنتشرة على الطرف الجنوبي بأكمله للموقع، بمجرد رسمها باللون القرمزي بدا المجمع المترامي الأطراف وكأنه معبد واري مخصص لعبادة الأسلاف.
عندما حفر الفريق اكتشفوا شيئًا لم يتوقع سوى القليل من علماء الآثار في جبال الأنديز العثور عليه: قبر ملكي في الداخل حيث تم دفن أربع نساء من نخبة واري - ربما ملكات أو أميرات - برفقة ما يصل إلى 54 فردًا آخر وأكثر من ألف قبر وحلى الأذن الذهبية الضخمة، والأوعية الفضية، وسبائك النحاس والسيراميك الملون.
وقال جيرش إن مقبرة إل كاستيلو كانت مهمة جدًا لنبلاء واري ، لدرجة أنهم "استخدموا كل عامل محلي لبناء المقبرة الهائلة ، على الأرجح في وقت ما بين 900 و 1000 بعد الميلاد ، كانت المقبرة تلوح في الأفق فوق الوادي. على الرغم من أن إل كاستيلو كان يسكنه الموتى ، فقد نقل رسالة سياسية قوية إلى الأحياء: غزاة واري كانوا الحكام الشرعيين.
