تمر اليوم الذكرى الـ458 على ميلاد الأديب البريطانى كريستوفر مارلو، إذ ولد فى 26 فبراير عام 1564، وهو كاتب مسرحى إنجليزى، وشاعر، ومترجم من العصر الإليزابيثي. أشهر الكتاب التراجيديين الإنجليز بعد وليم شكسبير، ويعرف بشعره المرسل.
أعظم ما قدمه كريستوفر مارلو، هو مسرحيته الملحمية "مأساة دكتور فاوستس"، وترجمها للعربية الدكتور محمد رشاد رشدي، والتى عالجها فيما بعد الروائى الألمانى يوهان فولفانج جوته بنفس الاسم وترجمها للعربية الدكتور عبد الرحمن بدوي.
وهى مسرحية تراجيدية إليزابيثية بقلم كريستوفر مارلو، تستند إلى قصص ألمانية حول شخصية فاوست والتى تم انجازها لأول مرة فى الفترة ما بين 1588 ووفاة مارلو فى 1593 وبعد عدة سنوات تم نشر اثنين من الإصدارات المختلفة للمسرحية فى العصر اليعقوبي
قد كان للأساطير تأثير قوى فى الإنجازات المبكرة للمسرحية بظهور الشياطين الفعلية على خشبة المسرح أثناء الأداء "وسبب ذهول كبير لكل من الممثلين والمتفرجين"، وهو مشهد قيل أنه دفع بعض المتفرجين إلى الجنون.
"مأساة دكتور فاوستس" هى قصة الصراع الدائم بين قوتين هائلتين، قوة الخير وقوة الشر، فاوست قصة حياة رجل عاش فى ألمانيا منذ ثلاثة قرون.
وتصور حياة الشاب "فاوست" ومطامعه ومطامحه، وأحلامه وآماله، وبدايته ونهايته. وهى ترينا كيف كافح فاوست وناضل وسهر وكد، حتى تحققت مطامعه وأدرك أمانيه، وبلغ من العلم والقوة ما لم يبلغه إنسان من قبل. ولكنه بدلا من أن يستعمل علمه وقوته فى سبيل الخير، تكبر وتعاظم على غيره، وأراد أن يسيطر على كل شئ، وأن يخضع لسلطانه كل من هو على الأرض فباع روحه للشيطان يفعل بها ما يشاء، وأودى بحياته إلى التهلكة.
قصة "مأساة دكتور فاوستس" كما رسمها الشاعر كريستوفر مارلو منذ ثلاثة قرون، وكما تداولها الناس جيلا بعد جيل، ودهرا بعد دهر، وهى قصة مثيرة مؤثرة تكشف عن ناحية قوية من نواحى النفس البشرية.