يعرف الملك الفرعونى نارمر باسم آخر هوالملك ميناملكمصر الموحدة الذي ضم مصر العليا "الصعيد"، والسفلى "الوجه البحرى" في ملكية مركزية واحدة وأنشأ سلالة مصر القديمة الأولى.
أشار إليه مانيتون المؤرخ مصري من القرن الثالث قبل الميلاد ، وأطلق عليه اسم مينيس وأشار إليه المؤرخ اليوناني هيرودوت في القرن الخامس قبل الميلاد باسم مين، وبالإضافة إلى قيام مينا بتوحيد مصر بالحرب والتدابير الإدارية، فإن ما ظهر في بردية تورينو وتاريخ هيرودوت ينسب إليه الفضل وتأسيس ممفيس عاصمة مصر القديمة وفقا لموسوعة برتانيكا البريطانية.
يظهر نارمر أيضًا على لوحة أردوازية (حجر مزخرف سُحقت عليه مستحضرات التجميل) وهو يرتدي بالتناوب التيجان الحمراء والبيضاء لمصر السفلى والعليا وهو مزيج يرمز إلى توحيده القطرين، ويظهره منتصرًا على أعدائه، وفقًا لمانيتون ، وقد حكم مينا لمدة 62 عامًا.
يقول الدكتور والمؤرخ الكبير سليم حسن، حسب ما ذكر فى موسوعته مصر القديمة، إن الظاهر أن ملوك الأسرتين الأولى والثانية لم يتخذوا "منف" أو ممفيس عاصمة لملكهم، ولم يفكروا قط فى نقل مقر ملكهم إليها، وإذن يحتمل أن منف لم تكن يومًا من الأيام عاصمة المملكة المتحدة، والظاهر أن الدور الذى لعبته فى تاريخ البلاد كان أقل من ذلك أهمية، فلم تتعد كونها معقلا للبلاد فى الجهة الشمالية، أى أنها كانت قلعة حصينة، أما الملوك فإنهم استمروا فى إقامتهم فى الجنوب الأقصى متخذين بلدة "نخن" مقرًا لهم، ولذلك كانت أهمية منف الإشراف على بلاد الدلتا التى فتحت حديثًا وضمت إلى ملك الصعيد، وقد كان لقرب منف من هذه البلاد التى ضمت حديثًا أهمية أخرى، إذ جعلتها مركزًا سهلاً لإدارتها، ولا شك فى أن منف كانت لـ"مينا" وأخلافه مركزًا حربيًا مهمًا لصد غارات اللوبيين الزاحفين من الجهة الغربية من الدلتا، وهؤلاء اللوبيون قد خضعوا بعد أن هزموا هزيمة منكرة، غير أن توحيد البلاد لم يكن قد تم إلا بعد أن توصل أحد أخلاف مينا إلى التغلب على الجزء الجنوبى الأقصى من بلاد النوبة، وهو الواقع بين السلسلة والشلال الأول، ويطلق عليه "تاستى"، وقد كان هذا الإقليم خارجًا عن حدود المملكة المصرية "الوجة القبلى" طوال مدة عصر ما قبل الأسرات.